فقد المشهد الثقافي السعودي واحداً من أبرز الشعراء على ساحة الإبداع العربي ..وانطفأ ذلك القنديل المتوهج ..وذبلت تلك الوردة اليانعة التي أثرت الساحة الأدبية بأريجها وعطرها على امتداد سنوات طويلة ظل فيها الأديب الشاعر (محمد عواض الثبيتي) يرسم بقصائده الرائعة هتافاً شجياً ملأ الأسماع ..وضمخ القلوب .. وأثرى عشاق الفن بأبهى البوح وأجمله. وقد استطاع الراحل الحبيب أن يجمع بين روح القصيدة العربية ورموزها فجاءت تجربته متميزة على مستوى القصيدة العربية بشكل واسع أكد على موهبته ..وابداعه ..وقدرته على إحداث منعطف مدهش في الشعر شكلاً ومضموناً موظفاً التراث ومنحه شكلاً جديداً..بلغة رائعة وقادرة على أن تسكن ذاكرة الناس الذين أحبوه شاعراً انسانياً يترجم أحساسيه ..ومشاعره ..وفكره ..وثقافته ..ليكون الشاعر المبدع الذي شق طريق الابداع بانتاجه الجميل.. وقد أثرى الشاعر المكتبة العربية بالعديد من الأعمال الشعرية : عاشقة الزمن الوردي ..وتهجيت حلماً..وتهجيت وهماً..وبوابة الريح.. والتضاريس..وموقف الرمال وأصدر النادي الأدبي في حائل أعماله الكاملة في مجلد واحد يضم جميع إنتاجه الابداعي. وحصد الشاعر العديد من الجوائز من أهمها: الجائزة الأولى في مسابقة الشعر التي نظمها مكتب رعاية الشباب في مكةالمكرمة عام 1397ه عن قصيدة من وحي العاشر من رمضان..وجائزة نادي جدة الثقافي عام 1991م عن ديوان تضاريس وجائزة أفضل قصيدة في الدورة السابعة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري عام 2000م عن قصيدة (موقف الرمال .موقف الجناس) وجائزة ولقب (شاعر عكاظ) عام 2007م في حفل تدشين فعاليات مهرجان سوق عكاظ التاريخي الأول. أما جائزته الأكبر فكانت مكانته كشاعر مبدع في قلوب قرائه وعشاق فنه المزدهي وهو بهذا كله سيظل شامخاً في نفوسنا جميعاً ..يمنحنا بفنه وأدبه الفيء والدفء ..والأمل.وظل الراحل الحبيب يخبىء في كفه الحلوى ..وفي كفه الأخرى الدمعة ..وفي كل الأحوال كان يحمل على جبهته قنديل الدهشة يبثها المولعين بفنه..وقامة بوحه الفارهة. وظلت عيناه تحملان سره الكبير والمحير ففي نظراته شيء من الغموض..والكثير من الانتظار ..كأنه كان يقرر نهايته ..وتوقف نزفه !! وهو يردد: صباح الخير كوني طفلة ..كوني تراتيلا لهذا الصمت فري عن جذوع النخل واعتنقي دماً حراً صباحاً خافقاً بالمن والسلوى والأطفال والحلوى.. مات سيد البيد..رحل وهو باق في الأسماع ..والمهج ..والصدور كأنه نبض القلب الذي لا ينام كأنه الدم الذي يفنى في الشرايين. دعونا نتوحد مع الشاعر سعيد العواجي وهو يرثي الراحل الغالي: أيا سيد البيد مرت عليك الدروب وأنهت تراتيلها ثم غابت فماتت خطاك وأنت الحداء الأخير فعاشت مع الراحلين رغيف القصائد عاشت رؤاك رحلت ولكن بياض وشاحك يبقى فضاء لمن يعبرون وتبقى طريقاً إلى الفجر ياسيد البيد تبقى الدليل وتبقى الصهيل