إنها من أحسن القصص سمعتها من السيد عبدالقادر بن أحمد السقاف رحمه الله قبل أكثر من خمسة عشر عاماً بداره بمكة المكرمة بالرصيفة (انه كان قبل أكثر من ستين عاماً نزيل المدينةالمنورة بدار صغيرة بباب العنبرية وذات يوم كنت خارجاً من الدار وجدت امرأتين قالت إحداهما اننا ياسيد ضيوفك ، فرددت مرحباً وفتحت باب الدار وكانت بيد إحداهما بقجة قد تكون فيها ملابسهما فقلت لزوجتي انهما ضيوف الحبيب صلى الله عليه وسلم فقالت زوجتي مرحباً - فقالت إحداهما تأخذنا معك ياسيد إلى الحرم وبعد الصلاة نزور الحبيب ونعود معك إلى دارك فرددت مرحباً - وبالعودة إلى الدار أعدت زوجتي لهما الغرفة الصغيرة وقدمت لهما الافطار فقالت إحداهما (لا داعي لتقديم الافطار ولا العشاء - يكفي الغداء بعد الظهر - وسارت الأمور على هذا المنوال - وبعد مرور عشرين يوماً قالت إحداهما اليوم ياسيد نودع المدينة ونودعك وأهلك وبالعودة إلى الدار ودعتا وخرجتا .. ومن الأدب أن لا أسالهما عن وجهتهما. واخذت زوجتي وبنتي في تنظيف الغرفة ووجدا البقجة فالقيا بها خارج الدار في حاوية الزبالة. ولما علمت بذلك اخرجت البقجة من برميل القمامة وفككت أطرافها لاجد ملابس عتيقة وصرة فيها عشرين جنيهاً ذهباً فلما رأت زوجتي ذلك قالت هذا رزقنا فقلت لها انها من حق الفقراء المحتاجين واخذت ورقة دونت فيها اسماء ثماني عشرة عائلة. بعثت لكل عائلة جنيها واحداً صدقة من صاحبة الصرَّة ودفع السيد لزوجته جنيها واحداً لتحسين ظروف معاشهم ولبنته جنيها تشتري منه ملابس الشتاء ، فخرجت الزوجة إلى السوق وصرفت الجنيه بثمانية عشر ريالاً فضة ودخلت السوق فاشترت سمكة كبيرة وفي الدار شقت جوانبها وفوجئت بجنيهات ذهب مرصوصة رصاً محكماً فاحصتها فاذا هي عشرة ولما جاء السيد بعد صلاة الظهر ذكرت له ما كان فقال اننا نسينا يوم أمس عدة عوائل يستحقون المعاونة ، واخذ ورقة سطر فيها عشرة اسماء وأرسلها اليهم وهكذا كان.. وقرأت بعكاظ في 22/1/1432ه خبراً أرصده نصاً (زوجة قامت بتنظيف البيت فرمت كيس الخبز الناشف في حاوية القمامة وعند عودة الزوج سألها عن الكيس أفادته بانها رمته في حاوية الزبالة فخرج الرجل يبحث عن الكيس في الحاوية وصادف ان جاء عمال النظافة وافرغوا ما في الحاوية وذهبوا لالقائها خارج البلد) كما كان الحال في ذلك الوقت ، وجن جنون الرجل لأن تحويشة عمره مائة ألف ريال كانت داخل كيس الخبر الناشف . وقصد الجهات الأمنية مؤملاً مساعدته في العثور على كيس الخبز الناشف فلم يجدوه. ولا أحد يدري في يد مِنْ وقع ذلك الكيس وهكذا كان والحمد لله رب العالمين.