أوطانُ هذي الأرضِ غابَهْ والنَّاسُ ذئِبٌ أو ذُبَابَهْ ما أشْنَعَ الدُّنيا دَهَتْ والكُلُّ يَستوفِي عَذابَهْ كُلُّ الأحبَّةِ حُبُّهم قد صَارَ مَعنَاهُ الحِرابَهْ بَحرٌ يَموجُ بِنَا فَهَلْ من عَاصِمٍ أثْنَى عُبَابَهْ ؟ قتلى وجرحَى والمدى كم يَستَغِيثُ ولا إجَابَهْ والكُلُّ مُحتَالٌ لَهُ طُرُقٌ تُحقِّقُ ما استطابَهْ دُنيا الجُنُونِ وكُلُّنا بجُنُونِهِ لا ما تَشَابَهْ فترى مَجانينَ الهوى يَغشَونَ حَاناتِ الصَّبابَهْ وهُنَاكَ من أمسى لهُمْ في المالِ ما يُغري انتِهَابَهْ كم مِنهُمُ من قد هَوَوْا ما في المنَاصِبِ من مَثابَهْ وأقلُّهُم حَظَّاً هُمُوا أهلُ القِرَاءَةِ والكِتَابَهْ تلقى من امتَهَنُوا الرَّدى حَمَلُوا السِّلاحَ وهُمْ عُصَابَهْ وأشَدُّ فَتْكَاً مِنْهُمُ رَهْطُ النَّخَاسَةِ والمََعَابَهْ وهُنَاكَ من يَشقَى به كُلُّ الأحبَّةِ والقَرَابَهْ من ليسَ مَجنوناً فلن تلقاهُ من أهلِ النَّجَابَهْ فالأرضُ تَرفُضُ من حوى كُلَّ الكَمَالِ طَوَتْ كِتَابَهْ قُلْ لِي فما الدُّنيا ومَنْ فيها الذي لَبَّت طِلابَهْ ؟ أو من رَعَتْهُ كأنَّها أُمٌّ وما رَاعَتْ شَبابَهْ ؟ أينَ السَّعِيدُ المُجْتَبَى من أجْزَلَتْ يوماً ثَوابَهْ ؟ من عَاشَ فيها قد جَنَى منها المَرَارَةَ والكَأَبَهْ دَارُ الخطيئةِ والخنا ويلٌ لمن شاءَتْ عِقابَهْ هي غادةٌ تُغْرِي ولا تُغْرَى وليسَ لها صَحَابَهْ تَبَّاً لها مَعْشُوقَةً تلقى بها كُلَّ الصَّلابَهْ منها الجُنُونُ أصابنا وذُنُوبُها فِينَا مُذَابِهْ فالدَّهرُ مَيسُورٌ ولا يُقْرِي اللبِيبَ ولا اللبَابَهْ والجانُ والحيوآنُ وال إنسَانُ والخَلقُ الغَرابَهْ هي كَوكبٌ أرضيُ أو كُرَةٌ هي الدُّنيا المُهَابَهْ ما سِرُّها ما شأنُها من نَحنُ تَغشانَا الرَّتابَهْ ؟ ما الكونُ ما هذا الهُيُو لِيُّ الرَّحِيبُ وما الرَّحَابَهْ ؟ كانَ السَّديمُ مُخَيِّماً يَخْشَى من النُّورِ انسِكَابَهْ وبِنَا تَسيرُ الأرضُ في كَونٍ عَظيمٍ كالسَّحَابَهْ كَيفَ النُّجومُ إذا هَوتْ فَوقَ العَوالِمِ مُسْتَرابَهْ ؟ والشَّمسُ كَيفَ إذا ذَوَتْ وغَدتْ دُخَاناً أو ضَبَابَهْ ؟ بل كيفَ لو سَادَ الدُّجَى وعلى المدى أرخَى حِجَابَهْ ؟ والقَطرُ أمْسَكَ من تُرى يلقى علي ظَمَأٍ شَرابَهْ ؟ ماذا لو الأدواءُ بَي نَ الخَلقِ لم تَجِدِ الطِّبابَهْ ؟ قد أحْكَمَ اللهُ المدى صُنْعَاً ومن في الكونِ عَابَهْ والعقلُ إذْ يَغْوى فإنَّ العَجْزَ يُفْقِدُهُ صَوابَهْ من قَالَ يَعلمُ كُلَّ شيءٍ إنَّ للجَهلِ انتسابَهْ والعلمُ عِلمُ اللهِ من يرجو هُدَاهُ فقد أجابَهْ لو لم تكنْ عَينُ البَصِيرِ لأضْحَتِ الدُّنيا خرابَهْ هو عالِمُ الأسرارِ في أسرَارِهِ أخْفَى جَوابَهْ