قد لا يعي رعاة المسيرية في أبيي قرب المنطقة الواصلة بين حدود شمال وجنوب السودان التعقيدات السياسية التي قادت البلاد إلى استفتاء على تقرير مصير الجنوب وأبيي، ولكن ما يخشونه هو أن تؤدي نتائج الاستفتاء إلى خسارتهم للمراعي التي اعتادوا المسير إليها بماشيتهم لقرون طويلة وأن تتسبب في زيادة حدة المشاكل بينهم وبين القبائل الجنوبية. هذه القطعان هي لكثيرين مجرد ماشية ولكنها بالنسبة لعرب المسيرية هي كل شيء، ومن أجل كلأها تخاض رحلة شاقة حيث يقصد رعاة المسيرية منطقة بحر العرب الغنية بالمراعي كل عام، كما يقول مراسل الجزيرة من أبيي أحمد جرار. ففي الصيف ومع جفاف المراعي في الشمال وتراجع كميات المياه فيها تكون مراعي الجنوب هي الهدف، حيث يرتحل هؤلاء الرعاة حاملين أمتعتهم وهناك يقضون الشطر الأكبر من العام في انتظار فصل الخريف الذي يشهد موسم الهجرة إلى الشمال مرة أخرى.