يقولون في الأمثال (كل له فيمن أحب صبابة) قرأت بجريدة البلاد بتاريخ 22/10/1431ه مقالاً للاستاذ د. زاهر عبدالرحمن عثمان بعنوان (يا مصطفى.. يا جموعي) تحدث في المقال عن قصة مر بها في الحقبة التي كان فيها طالبا بالمدينةالمنورة، بدأ العام الدراسي ولم يظهر مدرس اللغة الانجليزية، وهي المادة التي كانت في تلك الأيام مثار الرعب لكثير من الطلاب، وبقيت الحصة فارغة الا من عبث يستغرق زمنها، وذات يوم دلف الى الفصل شخص لم يلتفت اليه احد ورفع صوته وظن الطلبة في البدء انه من الطلبة الأكبر سناً الذين كانوا يظهرون في بعض الفصول، لكنه فاجأهم بانه مدرس اللغة الانجليزية، وظهرت على الطلبة علامات الاستغراب اذ كان الوضع القائم ان يكون مدرس اللغة الانجليزية اجنبيا (وهذا سعودي) فبدت عينات من الطلبة المعروفين بالشغب اقلقت المدرس المتسم بالهدوء فلم يوفق وحاول ان يبدي حزماً فلم يستطع، وبمرور الايام تأقلم الطلبة مع مدرسهم الذي استطاع ان يعينهم على تقبل اللغة وفهمها، وظهر ان تخصصه رياضيات ولكنه بدماثة اخلاقه وبالابتسامة المشرقة بقي اسم الاستاذ مصطفى جموعي في ذاكرة الطلبة حتى بعد أن غادر المتوسطة إلى الثانوية، ودار الزمان وذات يوم اتصل بالاستاذ د. زاهر احد رفاق دراسته وسأله (هل درسك مصطفى جموعي فرد نعم فأكمل كان عندكم في الرياض فعزمت على زيارته، الا انه لم يبق بالرياض كثيراً وانتقل الى المدينةالمنورة التي احب وتوفي بها ودفن بالبقيع.. وهذه القصة على طرافتها ارجعتني الى الوراء ستين عاماً عندما كنت تلميذاً بالسنة الثانية من قسم تحضير البعثات وكان مدرس الانجليزية الاستاذ السيد سعيد الدباغ رحمه الله ولعشقي اللغة الانجليزية كنت ادرسها بمنزل الاستاذ حسن بقلين بالشعب (حصة ضمن خمسة عشر طالباً يدفع الواحد منا شهرياً ثلاثين ريالاً، كذلك درست اللغة الانجليزية بالرياض بمعهد الادارة المرحلة المتوسطة عاماً دراسياً) ولم أدرس المرحلة المتقدمة لانني كنت اقابل بعض اصدقائي ممن درسوا المرحلة المتقدمة ونصحوني بالتحدث الى مرجعي لأدرس المرحلة الأخيرة في بريطانيا للاستفادة من الاختلاط البيئي فلم يوافق مرجعي وقال لي سعادة المدير العام (ان كنت لا أرغب الدراسة بالرياض أن أعود الى عملي بفرع الوزارة بالمنطقة الغربية (بمكة المكرمة) فاخترت الله وعدت) واسوق قصة طريفة عندما كنت طالباً بمدرسة تحضير البعثات تغيبت يوما لظروف مرضية وأخذت في ذلك اليوم قرطاس ملح انجليزي واخذت من القرطاس الاسم Epsamsalt English وحررت رسالة الى استاذ اللغة وارسلته مع أخي فوصل الظرف ليد الاستاذ سعيد الدباغ الذي قرأه في الفصل وقال للاخوان الزملاء (هذا زميلكم الخياط به فتشبهوا أو كونوا مثله) وفي اليوم التالي تحداني بعض الزملاء بقوله انا أقوى منك في اللغة ولم اكتب رسالة حياءً من الاستاذ وفي رسالتك 3 أخطاء. وهكذا كان، وفي لندن مع مجموعة من ثمانية أشخاص في حديقة الهايدبارك طلبت من الاستاذ رئيس المجموعة محمود دهلوي ان يخطب ونصفق له فقال لي اعملها انت وعملتها بالانجليزية والعربية وصفق لي الزملاء وغيرهم والحمد لله وكفى.