( ويلز )

أذكِي الجمالَ إلى الأنظارِ يا وِلزُ
وأهمِي الوُرُودَ عُطوراً شَفَّها الكَرزُ
ثَغرُ المنى ضاحكٌ كالصُّبحِ فارتشِفِي
سُلافةَ النُّورِ مِمَّا رَامَهُ العِزُّ
خُضرُ الرَّوابي ازدهت بالحُسْنِ وارفةً
والنَّهْرُ يَسْبَحُ فيهِ البَطُّ والوِزُّ
طَافَ الفَراشُ على الأزهارِ مُبتهِجاً
ألوانُها قد نَماها النَّاعمُ القَزُّ
والطَّيرُ فَوقَ غُصونِ الدَّوحِ صادحةٌ
من خَمَرةِ الكَرْمِ نشوى فهي تَهْتَزُّ
تِلكَ المُروجُ بها الأنعَامُ سارحةٌ
الخيلُ والظَّبيُ والأبقارُ والعَنْزُ
أعْجَازُ طَلْعٍ بها الأغصانُ دانيةٌ
بالخضرواتِ وفيها القمحُ والأرزُ
يا للمصانعِ إنجازٌ ومُعجزَةٌ
ممَّا ذَرى العَقْلُ لا ما شَابَهُ العَجْزُ
والخرَّدُ الغِيدُ قد شَدَّت سواعِدَها
صِنو الرِّجالِ بِبَذْلِ الجَهْدِ تَعتَزُّ
يَبنونَ بالأمَلِ الوثَّابِ مَوطنَهُم
وما استكانُوا وما خَانُوا وما ابْتَزُّوا
ما قالَ قائلُهُمْ إني ابنُ بجدَتِها
بئِسَ الأُصُولُ إذ ما استفحلَ اللمزُ
فاقعُدْ فَديتُكَ بالإحباطِ منزلةً
فالعِلمُ لا يَحتفي إلاَّ بمن بزُّوا
والمجدُ قَطْفُ المعالي وهيَ ناضِجةٌ
ودونها الجَهدُ والأشواكُ والوَخْزُ
وكم نفوسٍ لمجدِ الأرضِ عَامِلةٍ
وقومُنا في سُباتٍ طَالَ ما فزُّوا
نَهفو إلى النُّورِ والظَّلماءُ تحجُبُنا
وغيرُنا بانبلاجِ النُّورِ قد عُزُّوا
قد ساورتنا تَهاوِيمٌ مضلِلَةٌ
وداهمتنا الرَّزايا والرَّدى يَغزُو
وجاوزتنا الثَّواني غيرَ عَابئةٍ
فكيفَ ضِعْنَا وضَاعَ الفَتْحُ والكَنزُ
مَهدُ الفتونِ وأرضُ القَطرِ يا وِلزُ
ياليتَ ما فِيكِ في أوطاننا رمزُ
يشوقُني فيكِ هذا الغَيمُ مُنْسَكِبَاً
والعُشبُ والطَّلْعُ والأزهارُ والأرزُ
لو أنَّ قومَكِ قومي يُشعِلُونَ غداً
مَواكبَ النًّورِ مِمَّا يُوجبُ الحفزُ
لو كانَ فِيكِ هُدى الإسلامِ لاكتملت
خلائقٌ جَدَّ فيها الجِدُّ والفَوُزُ
لَعلَّ حُزناً تَغشَّى الشَّرقَ مُرتحلاً
والخيرَ أعراسه في أرضنا حِرزُ
لكنّنا في مَهاوي التِّيهِ أسئلَةٌ
لَمْ نَدرِ مَنْ نَحنُ إلاَّ أنَّنا لُغْزُ