هناك من يرى أن تنفيذ الأعمال ورسم الخطط يجب أن يبنى وفقا لآرائه الشخصية لكونه يشكل مركز القيادة فلا يسعى للاستماع لآراء الآخرين ومرئياتهم مستخدما أسلوب التفرد بالرأي ومخالفا لمفهوم الحوار والنقاش لتطوير الأداء فتظهر الخطط والبرامج محملة بالكثير من السلبيات نتيجة لغياب الحوار والنقاش ورفض آراء الآخرين. ومن أسس البناء وتطوير الأعمال خلق علاقة الحوار مع الآخرين للوصول إلى نتيجة عالية من النجاح وحل المشكلات فالحوار وان كان يعرف بأنه “ هو القدرة على الإنصات أكثر منه... من القدرة على الكلام “ فانه يشكل الأساس الصحيح للأعمال ونجاحاتها لكونه يبدأ من القاع وينتهي بالقمة وهو بحاجة إلى أسلوب علمي يوصل المتحاورين إلى الهدف الذي يسعون إليه فلا تضيع جهودهم ولا تنكسر أمالهم كما أنه بحاجة إلى عقل واع للحديث وآخر للإنصات وان بعد المتحاورون عن المناصب الوظيفية أو المكانة الاجتماعية فان النجاح في العمل يكون مضمونا. وقبل أن يمضي موسم حج هذا العام 1431ه ويغادر الحجيج إلى أوطانهم سالمين غانمين بعد أن مكنهم المولى جلت قدرته من أداء فريضتهم بدأ البعض من القطاعات الحكومية والأهلية في رسم خططه وبرامجه لموسم حج العام القادم متبعة أسلوب الحوار والنقاش ومطالبة المشاركين في تنفيذ الخطط بطرح آرائهم وأفكارهم للتعرف على ما تحمله من ايجابيات محققة بهدف رفع معدلاتها وسلبيات مسجلة لتلافيها في الأعوام القادمة. وجاءت أولى تلك الخطوات الحوارية الهادفة من قبل المجلس التنسيقي للنقل بالرحلات الترددية إذ وجه المشرف العام على قطاع النقل بالرحلات الترددية الدكتور عبداللطيف بن إبراهيم بخاري بأسلوب الشخصية الواعية المدركة لمفهوم الحوار الدعوة لكافة المشاركين في تنفيذ الرحلات الترددية بالمشاركة الحقيقية وطرح آرائهم ومقترحاتهم حيال تنفيذ الخطة ليتم العمل على دراستها وتنفيذها خلال موسم حج العام القادم 1432 ه إن شاء الله. ولعل المجلس التنسيقي للنقل بالرحلات الترددية أراد من خلال هذه الخطوة القول بأن شعار (نجاح محقق لانظير له) الذي يتغنى به البعض كلما انتهى موسم الحج ليس باكليشة توضع مع نهاية موسم حج إذ لابد من دراسة الايجابيات المحققة بشكل علمي والتعرف على عوامل تحقيقها ومناقشة السلبيات المسجلة حتى وان انخفض معدلها من خلال الاستماع لما يقوله المشاركون في تنفيذ الخطة إيجابا أو سلبا والاستعانة بآرائهم وأفكارهم لتلافي الملاحظات ورفع معدلات الايجابيات. وهذه الخطوة التي بدأ العمل بتنفيذها خلال موسم حج هذا العام لأول مرة منذ بدء تطبيق العمل لنظام النقل بالرحلات الترددية عام 1416ه تشكل سابقة غير معهودة من قبل ويشكر عليها المجلس. ومن هنا أوجه دعوة لكافة المشاركين في تنفيذ الرحلات الترددية بالاستفادة الفعلية من هذه الخطوة المسبوقة وأن يكونوا أكثر صراحة ووضوحا أمام هذه الفرصة التي أتيحت لهم فالمجلس التنفيذي للنقل بالرحلات الترددية فتح أبوابه وشرع قلوب قياداته للجميع ليقولوا ما لديهم بكل صراحة ووضوح وبأسلوب يعتمد على شفافية الحوار وصراحة القول في خطوة حظيت باحترامنا وتقديرنا في وقت نرى فيه أبواب أخرى وقد أغلقت بشكل تام فلا هي تسمع مانقول ولا هي تقول لنسمع. وكل ما أرجوه ويرجوه غيري ممن وجهت لهم الدعوة للمشاركة بالرأي أن تكون آراؤهم مبنية على أسس صحيحة بعيدة عن المبالغة والتضخيم وبأسلوب منطقي ومقبول وفي جوهر الموضوع وصلبه مع الابتعاد عن الهمز والغمز واللمز فالبوابة أشرعة والسلة ألغيت. ولابد من الالتزام بالهدوء والنقاش الموضوعي والابتعاد عن التشنج الذي أضاعنا كثيرا والعمل على تقريب وجهات النظر للوصول إلى الأفضل. وعلينا أن نؤمن بأن الاختلاف في الرأي وان كان لايفسد للود قضية فهو لايستهدف شخصا بعينه ولا يحمل في مضمونه إساءة لشخص أو جهة بقدر مايحمل انطباعا حسنا عن الحوار الذي ينبغي أن يكون محورنا لكل عمل نؤديه لنطوره. وهنيئاً للمجلس التنسيقي للنقل بالرحلات الترددية هذه الخطوة التي نرجو أن تحظى باحترام وتقدير المشاركين في تنفيذ الخطة من رؤساء مجموعات الخدمات الميدانية وقيادات مؤسسات الطوافة لكونها تتخذ لأول مرة.