فيما قال صاحب الاثنينية الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه في كلمته في تكريم معالي الدكتور محمد عبده يماني: - بسم الله الرحمن الرحيم. أحمدك ربي وبك أستعين، وأصلي على خير خلقك الهادي الأمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. - أهلا بك من حَمَام الحرم، رمز الصفاء والنقاء، أهلاً بك أخاً حبيباً عزيزاً ورمزاً كبيراً. في هذه الأمسية التي نحتفي بك نحتفي فيها برجل عرفناه حباً كبيراً وبلسماً لجراح كثيرة، عرفناه جابراً للعثرات، عرفناه ذلك الرجل الذي كان دائماً قِبلة للحب وقبلة للطيب، أنت صاحب الكلمة الطيبة قولاً وعملاً، أنت الرضا الذي عرفناه في والديك. لقد هز فؤادي أخي وحبيبي الدكتور عبد العزيز خوجة عندما تحدث عن بِرّك بوالديك. - لم أرد في هذه الأمسية أن أدلو بدلوي ترحيبا بك لأن كل الكلمات التي لدي لا تفيك الحق الذي علينا. لقد عرفناك المنبر الذي نزدهي به، وتعلمنا على يديك كثيرا، نحن بحاجة إلى رمز وإلى رجال من شاكلتك أو على شاكلتك. - أيها الإخوة سأروي لكم قصة حدثت معي عن بِرّ هذا الرجل بوالديه. كان وزيراً للإعلام، هذه القصة مضى عليها ما يقرب من ثلاثة عشر عاماً تقريباً، أتيت زائراً لأحد المرضى في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، وفي إحدى تلك الزيارات رأيت أخي الدكتور محمد عبده يماني يجلس إلى إحدى الطاولات، فاستغربت المنظر ما الذي أتى بوزير الإِعلام إلى المستشفى ليجلس خلف مكتب من المكاتب، صورة غريبة فقدمت مسلّماً متسائلاً: فعرفت أن الدكتور نقل مكتبه وجعل المستشفى مقراً له بين والده ووالدته، عندما كان والده في المستشفى فلم يسأل عن الوظيفة ولا عن الوزارة ولا عن المسئوليات، وإنما بقي بجانبه يطلب الرضا، لم أر صورة مشرقة كتلك الصورة.