عقوق الابناء للوالدين من الكبائر حيث قال رب العزة في كتابه الكريم (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا اياه وبالوالدين احسانا) الى جانب الكثير من الايات والاحاديث التي تنص على احترام وتقدير الوالد فهما سبب وجود الابناء بعد الله ولكن الحياة الحديثة بضغوطها واخطائها وضع الوالدين وارتكاب الوالدين الاخطاء في حقوق هؤلاء الابناء والبعد عن الابناء ووجود الوسائل الاخرى المتداخلة في التربية جعلت الحياة تسير في اضطراب على الفطرة الاسلامية والخلق الانسانية رغم أن العقوق مذموم شرعاً وعقلاً فاذا تحدثنا عن الأم فهي اغلى ما في الوجود وهي عطر الحياة وبلسم الجراح ولقد اوصى بها الاسلام واعطاها مكانة عالية هي مدرسة الحياة الاولى منذ خلق الله الخلق فهي أول كلمة ينطق بها اللسان تحمل عبق الحياة ومعنى الوجود انها الوطن الذي ترتاح فيه النفس وتستريح ولكن في ظل المتغيرات المتعددة وانشغال الأم فقد تغيرت الأم في التربية الى جانب وسائل العصر التي زاد معها العقوق وكذلك تداخل الشغالات والمربيات في أمور تربية الابناء والقرب منهم ان بعض الابناء قد يتعلمون لغة الشغالات والمربيات ومنهم من يرتبط بهن ولا يريدون ان تسافر الشغالات والمربيات لأنهم احسوا ببعد الام ولكن لم يحسوا ببعد المربية وكذلك ارتباط خروج واحساس بالراحة او التعب لم يجدها عند الام المنشغلة رغم ان كلمة ام هي أحسن كلمة في الوجود كلمة تعني الحب والحنان والهدوء والجمال كلمة الأم تعني مدرسة بكل ما فيها من معلمين واداريين وعمال كل ما تحويه من وسائل ترفيهية فالأم هي العطاء المتدفق والمرأة الوحيدة التي ترفع ابناءها الى أعلى الدرجات ولا تذكرهم بذلك هي الأم ومهما قلنا لا نفي بحقوقها علينا سواء كان اسلامياً او خلقياً او اجتماعياً ولكن قيام المربية بدور الأم جعلها تنحدر ولعل الحياة الحديثة هي السبب الأساسي في ذلك. ولا ننسى ان انشغال الاباء بالحياة المدنية وكثرة البعد عن الابناء وانشغالهم بالاسفار والأعمال وضعف الارتباط ووجود السائق والخادم والمربية والضغوط الحياتية على الاباء التي جعلتهم لا يستطيعون الوفاء بأعمالهم وتربيتهم القائمة على الارتباط والحب والصدق والتدريب على الحياة السليمة وتحول الأم الى اب وتحول الاب الى أم في وسائل التربية كل ذلك جعل الابناء قنابل موقوتة مستعدة للانفجار في أي لحظة داخل المنزل ليكون بعدها رد فعل الوالدين بلاغ عقوبة زجر والتي تعمل على زيادة تأرجح المشاعر وتباعد المسافات بين افراد الاسرة والمجتمع والامة بأكملها. وجود لجان متخصصة تضم اخصائيين اجتماعيين ونفسيين ومن لديهم الخبرة والدراية لدراسة الوضع النفسي والاجتماعي وتحليله بكل جوانبه والعمل على حل المشكلات وطلب العلاج للعاق وليس العقوبة الى جانب توعية الأهل من خلال برامج العلاج الاسري السريع والمجدول ومحاولة قيام الوالدين بالدور الحقيقي الذي يمنع هذا العقوق مع ايضاح الحقوق الشرعية لكل الاهداف والهدف في النهاية تحسين العلاقات بين الاسرة الواحدة والمجتمع نفسه.