ما أعلنته إسرائيل من مناقصة لبناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة يمثل استفزازاً جديداً وضربة قاصمة أخرى لجهود السلام .. فلم تكتف إسرائيل بفك تجميد الاستيطان فحسب بل شرعت في خطط استيطانية طويلة المدى في الضفة الغربية وفي القدس. ولهذا التصرف الاستفزازي كان من الطبيعي أن تعلن السلطة الفلسطينية وقف المفاوضات المباشرة بعد فترة قصيرة من استئنافها .. وهو تعهد التزمت به السلطة قبل المفاوضات وربطت الاستمرار في المفاوضات بالاستمرار في وقف الاستيطان .. ولكن إسرائيل لم تتوقف وبالتالي أضاعت فرصة ثمينة كان يمكن أن تؤدي إلى اتفاق من خلال المفاوضات المباشرة. ولم تكتف إسرائيل بذلك بل أعلنت أن إسرائيل دولة يهودية وعلى المواطنين وخاصة عرب 48 أن يؤدوا قسم الولاء للدولة اليهودية كشرط للمواطنة بل ذهبت أبعد من ذلك وطالبت السلطة الفلسطينية بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل كشرط لاستمرار المفاوضات وهذا شرط تعسفي لا علاقة له بالمفاوضات وكان رد السلطة الفلسطينية أن هذا يخص إسرائيل ولا علاقة للفلسطينيين به ولكن في الغالب أن إسرائيل وضعت هذا الشرط لتصل إلى استئناف التفاوض دون المرور بوقف الاستيطان وهي خطوة انتبهت لها السلطة وبينت رأيها فيها بوضوح ان يهودية الدولة الإسرائيلية شأن يخص إسرائيل ولا علاقة له بسير المفاوضات أو عملية السلام.