أكد الدكتور إبراهيم الجميح من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز أن منهج الاعتدال متأصل في التاريخ السعودي، مستشهدا على ذلك بموقف الملك عبد العزيز –رحمه الله- من حركة الأخوان وسياسة الاعتدال التي اتخذها تجاه هذه الحركة. وقال لدى مشاركته في الندوة العلمية الأولى لكرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي، التي نظمتها جامعة الملك عبد العزيز في 17- 18/10/1431ه ، وحظيت برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إن الملك عبد العزيز أصل مبدأ الاعتدال بمحاولته لاحتواء حركة الأخوان من خلال الحوار والإقناع والمناقشة والعفو عند المقدرة, وتجنب العنف المضاد وعدم التطرف في ردة الفعل إلا بعد استنفاد جميع الوسائل السلمية، مما رسخ مبدأ الاعتدال في التاريخ السعودي. من جانبه، أوضح الدكتور محمد القحطاني من كلية الاقتصاد بالجامعة أن النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية يعد أهم وثيقة دستورية بل إنه يعتبر هو الوثيقة الدستورية الأم، حيث جاء هذا النظام متميزاً بصفاء المصدر وأصالة المنهج وسمو الأهداف، لافتا إلى أنه استمد أصوله من الشريعة الإسلامية مع مسايرة أعراف المجتمع السعودي والمحافظة على قيمه وأصالته، مشيرا إلى أنه يتميز عن بعض الدساتير وأنظمة الحكم في البلدان التي تبنت قوانين تخالف الشريعة الإسلامية. من جهته، قدم الدكتور وليد السديري من كلية الاقتصاد بالجامعة قراءة علمية في سياسة المغفور له الملك عبد العزيز وتأسيس نهج الاعتدال السياسي السعودي، موضحا أن الاعتدال السياسي هو جوهر أصيل في سياسة المؤسس مَيَّزَ مدرسته السياسية، وعامل رئيس في تحقيق رؤيته ونجاح مشروعه، موضحا خصوصية نهج الاعتدال السياسي الذي أسسه الملك عبد العزيز، والمستمد من القيم الإسلامية الصافية ومن العبقرية السياسية لهذا القائد التاريخي في تعاطيه مع التحديات الداخلية والخارجية التي واجهته، مؤكدا أن الاعتدال السياسي، تَرَسَخَ في سياسات أبنائه الملوك من بعده – خريجي مدرسته السياسية –، حيث أصبح سمة ثابتة تميز المؤسسة السياسية السعودية، وسرا معلنا، من أسرار نجاحات الدولة السعودية.