احتفى الشيخ عبدالرحمن فقيه مساء يوم الأربعاء الماضي بمنزله بحي العزيزية بمعالي وزير العمل المهندس عادل بن محمد فقيه إثر صدور الأمر السامي الكريم بتعيينه وزيراً للعمل بحضور عدد كبير من أصحاب المعالي ووجهاء وأعيان العاصمة المقدسة وعدد من الأدباء والمفكرين ورجال الأعمال. وقد بدأ الحفل بالقرآن الكريم تلا بعد ذلك مقدم الحفل نبذة عن حياة معالي الوزير المهندس عادل محمد فقيه ، بعدها القى الشيخ عبدالرحمن فقيه كلمة بهذه المناسبة قال فيها: يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب وأشكركم على تشريفي بالحضور على شرف معالي الابن المهندس عادل محمد فقيه الذي نحتفي به جميعاً في هذه الليلة المباركة لنبارك له الثقة الملكية السامية لولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) يتعيينه وزيراً للعمل. إن معالي المحتفى به هذه الليلة هو أحد الثمار الطيبة والنماذج المضيئة لهذا الوطن الغالي الذي فتحت له القيادة السعودية الرشيدة أبواب العلم والتحصيل ليسهم بعد تخرجه في خدمة وطنه ورفعة شأنه وكان لوالده الأديب الشاعر الأستاذ محمد فقيه رحمه الله الأثر الكبير في تربيته وتنشئته ، فجد واجتهد على دروب النجاح طالباً فمهندساً صناعياً ، فعاملاً بالقطاع الخاص من خلال شركة (صافولا) التي تدرج بالعمل فيها حتى تبوأ رئاسة مجلس ادارتها فكان لادارته العملية الأثر البالغ فيما وصلت إليه اليوم كأكبر شركة قابضة في مجال صناعة الطعام على مستوى المملكة والعالم العربي. وواصل بفضل الله مسيرته الناجحة إلى جانب ذلك رئيساً لمجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، التي تعد أول غرفة تجارية يتم تأسيسها في المملكة ليكون بذلك قريباً من هموم وآمال وتطلعات القطاع الخاص في البلاد. ثم انتقل إلى مجال الخدمة العامة تلبية لأمر مقام خادم الحرمين الشريفين بتعيينه أميناً لمحافظة جدة، ليضع خبراته العملية في القطاع الخاص في تسيير العمل في واحد من أكثر القطاعات الحكومية احتكاكاً وتماساً بحاجات المواطنين ومطالبهم ، وها هو اليوم يتوج مسيرته العملية الناصعة بهذه الثقة الغالية لحبيب الشعب في مهمة من أصعب المهام ولكنها - بإذن الله - ليست مستحيلة على أمثاله من أصحاب الهمة العالية والنية الصادقة في خدمة الدين والوطن والمواطن ليكون عند حسن ظن من قلده هذه المسؤولية الجسيمة والأمانة العظيمة. ونتوجه بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى أن يوفق الابن الكريم معالي وزير العمل في مهمته الجسيمة وأن يأخذ بيده بالعون والتوفيق وأن يجتاز هذه المرحلة الهامة من حياته بكل نجاح وتوفيق فإن أمامه أكثر من ملف للعمل تشاركه فيها عدة وزارات لتساهم في انجاح الخطة التنموية التي أقرها مجلس الوزراء ومنها. الملف الأول خطة التنمية (التاسعة) التي تسعى لتحقيق معدل نمو سنوي مستهدف يبلغ متوسطه (5.2%) زيادة عن النسبة السابقة وقدرها 3.8% وبمقارنة نسبة التنمية في بلادنا بالبلدان المجاورة فإن ما تحقق في مصر (5.1%) وفي الكويت (3.4%) وفي الامارات (2.5%) وفي عمان (4%) وفي قطر (16.1%) . الملف الثاني عن العمالة السعودية التي تنادي خطة التنمية (التاسعة) بتوظيف (226.400 عامل سعودي سنوياً). الملف الثالث ملف العمالة الوافدة والتي ينبغي أن تساهم في خطة التنمية التاسعة بكل كفاءة وليس لدينا الإحصائية اللازمة لتحقيق الخطة الطموحة المستهدفة لهذا العام والأعوام القادمة من هذا المصدر الهام الذي ينبغي أن يساهم بكل كفاءة في خدمة التنمية. ونوجو أن يوفق معالي وزير العمل في عمل توازن بين هذه الملفات التي أمامه بحيث يتناغم كل واحد منها لمصلحة الآخر، ونسأل الله الكريم له العون والتوفيق في هذه المعادلة الصعبة. بعد ذلك القى المهندس عادل فقيه كلمة قال فيها: يسرني وجودي في هذا المكان الطاهر في بلد الله الحرام ومهبط الوحي وبين أهل مكة - أهل الله كما سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال لعتاب بن أسيد أتدري على من استعملتك ؟ استعملتك على أهل الله.. وأنا هنا بين أهلي واخواني وجيراني وفي مرابع صباي وطفولتي وعبق الذكريات الجميلة يملأ الزمان والمكان من حولي ..ولو كنت في شاعرية من يحتفى بي الآن لشغلي منصبه الشاعر الدكتور غازي القصيبي رحمه الله ، لو كنت في شاعريته لربما وسعني أن أغني مكة من القصيد ولو شيئاً يسيراً جداً مما هي له أهل ، ولكن هيهات ..فالبون شاسع فيما بيننا ..وهو أبعد فيما بيني وبين أم القرى بهيبتها وجلالها اللذين لا نظير لهما على وجه الأرض. ولكن اسمحوا لي أيها الأصدقاء ..أن أستعير بعضاً من أبيات كتبها والدي الشاعر محمد عبدالقادر فقيه في مناسبات مختلفة ، فأطوفُ معكم بها على بعض من أحياء مكة وضواحيها معبراً عن شيء مما تجيش به النفس من حب وذكريات في هذه البقعة المباركة من الأرض. فأمر أولاً على خيف منى - القريب من هذه الدار العامرة - منادياً: أحبابنا بالخيف هل نظرة منكم وهل عهد الصفا يرجع فارقتكم لكنما خاطري طيرٌ علي أفنانكم يسجعُ الله ..ما أحلى زماناً به قد كنت ألقاكم فما أشبعُ وأعرج على ريع الحجون وأهله قائلا: بلغ سلامي على ريع الحجون وما أبصرت من رائح فيه ومن غادي على الذين شبابي من شبابهم وزادهم من حنين جارف زادي على مناهل حُب قد نهلت بها صفو الوداد فروت قلبي الصادي وأختم بمسقط رأسي في السليمانية حيث كانت البيوت القديمة يشد بعضها بعضاً وتساندُ فيها الجدر العتيقة ..فأذكرها مناجياً: أود لو زرت تلك الديار وقبلت أبوابها..والجدار أود لو زرت أحبابنا حبيب الصبا ورفاق الزقاق وموقفنا عند اللقا والعناق لحيث المنازل عند البكور على السفح نامت كعش النسور تلملم في الليل أحزانها وترعي الحقوق لجيرانها تواسي الرفيق وتفدي الصديق وتوقدُ للضيف نيرانها.. ولا يسعنى ألا أن أتقدم بوافر الشكر والتقدير لكم ، ولعمي الحبيب الشيخ عبدالرحمن فقيه على احتفائه وحفاوته في هذه الليلة سائلاً المولى عز وجل أن يجزيه عني خير الجزاء وأن يعينني على ما حُملتُ من مسؤولية جسيمة نحو خدمة العاملين ..والعاطلين في هذا البلد الكريم على حد سواء، وأن يجعلني عند حسن ظن من قلدني هذه المسؤولية سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأهلاً لثقتهم..ومنكم أسأل النصيحة والتسديد فأنا في أشد الحاجة لهما، ومن الله أسأل التوفيق والسداد فإنه ولي ذلك والقادر عليه. بعد ذلك فتح باب المداخلات وطرح الأسئلة حيث أجاب معاليه على العديد من الأسئلة والتزم الصمت على بعضها حتى يتمكن من دراستها والإلمام بكافة تفاصيلها بعد ذلك توجه الجميع لتناول طعام العشاء المعد بهذه المناسبة.