لقد كرم المولى سبحانه وتعالى الإنسان وفضله على كثير من المخلوقات ، وأمده بنعم شتى لا يستطيع المرء حصرها مهما عمل ، وفي ذلك قال الحق تبارك وتعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم ..) ومن أعظم تلك النعم التي أنعم بها المولى جلت قدرته على الإنسان وفضله بها على الحيوان نعمة العقل تلك النعمة الغالية التي لا تعدلها نعمة أخرى لأن العقل قوام الإنسان، وميزان الشخص ، وزينة المرء ، وبالعقل عرف الإنسان ربه ووقف على أسرار الكون، وبالعقل أصبح الإنسان عالماً يدرك حقائق الأمور ، ويعلم ما لم يكن يعلم ، وبالعقل يميز الإنسان بين الخير والشر ، والصالح والطالح، والنافع والضار. ولذا فقد رفع الإسلام من شأن العقل فجعله مناط الثواب والعقاب ، فعلى وجوده يكلف الإنسان ويحاسب ويثاب أو يعاقب ويجازى واذا زال عنه العقل سقط عنه التكليف ..قال المولى جل وعلا : (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب) وقال تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون...) ومن هنا فقد اهتم القرآن الكريم بالعقل والمحافظة عليه وأن لا يتناول الإنسان ما يفسده ويخل بالتفكير ، ولقد أمرنا الدين الحنيف بحفظ العقل وصيانته ووقايته وأمرنا بتكريم تلك النعمة وهي نعمة العقل ونهانا أن نتناول أي شيء يضر بالعقل أو يفسد التفكير، أو يؤدي إلى شلل المخ وحذرنا من تعاطى تلك المواد السامة كالحشيش والهروين والأفيون والكوكائين وسائر أنواع المخدرات لأنها تخامر العقل وتدخل عليه فتفسده وتعطله وكل ذلك من المحرمات التي حرمتها الشريعة الاسلامية ولم تأذن بتعاطيها ، والمخدرات قسمان: - مخدرات طبيعية وهي عبارة عن نباتات وأعشاب مثل الأفيون والقات والحشيش. - مخدرات مصنوعة وهي عبارة عن مستخلصات بطرق كيماوية ومنها الكحول والكوكائين والمورفين والخمر وسائر المسكرات والمخدرات، وإذا كانت المخدرات لها أضرارها على العقل والصحة العامة وهي نعمة من نعم الله عز وجل علينا، وقد بين رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه أن الإنسان إذا عافاه الله في بدنه كان ذلك من الأسباب التي تجعله يشعر أن الدنيا قد حيزت له حيث قال صلى الله عليه وسلم: ( من أصبح معافى في بدنه ، آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما قد حيزت له الدنيا بحذافيرها..) والمسلم ليس ملك نفسه وإنما هو ملك دينه وأمته ، وحياته وصحته وعقله وما له غير ذلك من نعم الله وديعة عنده لا يحل له التفريط فيها، قال تعالى في محكم التنزيل: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) ونهى صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال، وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أضرار المخدرات الصحية والنفسية، فالمسرفون في تناول المخدرات وتعاطيها لفترات طويلة تتدهور صحتهم ويصابون بالهزل والضعف العام وصفرة الوجه وتقل لديهم القدرة على مقاومة الأمراض ، كما أن الإدمان يؤدي إلى وقوع الجرائم وقد يبيع عرضه وشرفه بأبخس الأثمان في سبيل الحصول عليها وحسبنا الله ونعم الوكيل. الزايدي وقمة التواضع - الأستاذ والمربي الفاضل وعضو مجلس الشورى الخلوق سليمان بن عواض الزايدي رجل تربوي محنك ..أحب الجميع بلا استثناء فأحبه الجميع بلا تردد ..عرفته محباً للخير في جميع المناسبات، تشرفت بسماع صوته قبل أن أراه .. هاتفته بعد أن تم تعيينه مديراً للتربية والتعليم بالعاصمة المقدسة وطلبت منه أن يدلي بتصريح صحفي عقب صدور قرار معالي وزير التربية والتعليم بتعيينه مديراً لتعليم العاصمة المقدسة فكان مرحباً بذلك بالرغم من مشاغله الجسام..أبو سامي .. رجل قيادي وله بصمات تربوية وتعليمية ولازال الجميع يتذكرها ويسير على منوالها..فعاش بين رجال التربية والتعليم بالعاصمة المقدسة أخاً للكبير وأباً للصغير ..بعدها انتقل ليصبح مديراً عاماً للتربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة فزادت مسؤولياته وتألم الجميع لانتقاله بعد أن عاش معهم سنوات لن تنسى من الذاكرة ...وما هي إلا سنوات قلائل حيث صدر الأمر السامي الكريم بتعيينه عضواً لمجلس الشورى ليساهم مع زملائه في خدمة الوطن الغالي ..وتكرر اختياره في المجلس وكان ذلك وساماً على صدره وصدرونا جميعاً ولازال يعطى بسخاء. أبو سامي صاحب الابتسامة الصادقة التي لاتفارق محياه..عملت تحت رئاسته فكان الموجه والمرشد والأخ الذي لم تلده أمي حفظك الله أيها المربي القدير والصديق الصدوق الوفي وأمدك بالصحة والعافية والله من وراء القصد. همسة: ما أجمل الحب في الله ولله.