لم تقتصر صور البر بالوالدين بالدعاء والصدقة بل بالإحسان اليهما أحياء وأموات فهذا شاب عشريني يضرب أروع الأمثلة في التضحية وبر الوالدين حيث تبرع لأبيه باحدى كليتيه. “الندوة“ التقت بالشاب محمد عصام الأندجاني حيث قال ما فعلته ليس استثنائيا وانما هو من واجبي الذي لا استحق عنه التكريم أو الثناء بل يعتبر من أبسط واجباتي تجاه معاناة والدي التي استمرت لعام ونصف مع مرض الفشل الكلوي مضيفاً بأن أي شاب آخر في مكاني كان سيفعل الشيء نفسه ولم أشعر بأي خوف من أي مضاعفات لا قدر الله بعد العملية فالحياة والموت بمشيئة الله وقدره فأنا ومالي لأبي . أما والد الشاب عصام الأندجاني فقد أوضح في حديثه للندوة أنه عارض كثيراً تبرع ابنه له بكليته ورفض الدخول إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة لتبرع ابنه له لكنه كما قال: كان ابني يأتي كل مرة ليقنعني بالذهاب للمستشفى للكشف الطبي لأفاجأ هناك بأنه رتب زيارتي للمستشفى لغرض الفحوصات اللازمة لتأكيد مطابقة كليته لي مبينا كنت أمر بتجربة صعبة جداً فإما أن أستمر في الغسيل الكلوي الذي يسبب لي آلاماً مبرحة وانحداراً في صحتي أو أن أخاطر بحياة ابني وسلامته ولكني اضطررت أخيراً إلى أن أرضخ لضغط والدي وأخوتي على قبول تبرع ابني محمد على الرغم من خوفي الشديد عليه من أي مضاعفات أو مشكلات صحية قد تحدث له اثناء العملية أو بعدها لا قدر الله وحينها لن استطيع أن أسامح نفسي ابداً . وفي مقابلة مع أحد اقارب العائلة الدكتور عمر بن عثمان الاندجاني المؤسس والمشرف العام على مشروع النهضة الأخلاقية ( خُلق) يقول : لم أستغرب سلوك محمد تجاه والده فهو انعكاس طبيعي لأخلاقه الطيبة وتربيته النموذجية التي أشرف عليها جده وجدته حفظهما الله ولكني لا أخفي شعوري بالفخر والاعتزاز بهذا الشاب الذي تعلمت منه أن الأخلاق ليس مجرد شعارات بل سلوكيات وتضحية وإني لأحسبه إن شاء الله أن يكون مثالاً للشباب الآخرين في البر والتضحية وكان الشاب قد تبرع لوالده بكليته في عملية جراحية ناجحة استغرقت تسع ساعات في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة تحت إشراف الدكتور أحمد بسيوني استشاري جراحة وزراعة الكلى بالمستشفى وفريق جراحي متخصص من ضمنهم الدكتور محمد هاشم شميم استشاري المسالك البولية وقد أسفرت العملية بحمد الله عن نجاح تام وبدأت كلية الشاب بالعمل في جسد والده .