لا تمر الأشهر القليلة الا ونسمع عن فكرة جديدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله تتطور إلى مشروع جبار لم يكن ليخطر على بال أحد وينتج عنه خدمة عظيمة للوطن أو خدمة عظيمة للحجاج والمعتمرين. وكما ألهم الله تعالى خادم الحرمين هذه الافكار العظيمة فقد وفقه سبحانه إلى تنفيذها على أحسن ما يريد ويتمنى وما ذلك إلا نتيجة صدق نيته وبعد نظره وقوة عزيمته. ففي فترة قصيرة قامت في بلدنا السعودية مشاريع جبارة وكان خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو صاحب الفكرة ومنفذها والحريص على الاتقان والسرعة في تنفيذها. فعلى صعيد الوطن شاهدنا مشاريع المدن الاقتصادية ومدينة الملك عبدالله ثم الجامعة الفريدة جامعة الملك عبدالله وجامعة الأميرة نورة ثم المدينة الرياضية بجدة ومشروع قطار الحرمين. وعلى صعيد الحرمين المشروع العظيم لتوسعة المسعى ومشروع جسر الجمرات وقطار المشاعر والمشاريع الجبارة لتوسعة الحرم المكي ومشاريع الساحات والمظلات بالمدينةالمنورة. ثم عنايته الكريمة بالفقراء والمحتاجين من أبناء الوطن وجهوده العظيمة في مساعدة المنكوبين في بلاد الإسلام وبلاد العالم ورحلاته المكوكية لجمع كلمة العرب واطفاء نار الفتن. وفي شهر رمضان هذه السنة افتتح خادم الحرمين المشروع الكبير لسقاية الحرمين بماء زمزم وعلى نفقته الخاصة بتكلفة سبعمائة مليون ريال وهو بمثابة مدينة صناعية عظيمة لماء زمزم وقد جاء المشروع بتوفيق الله في الوقت المناسب عندما بدأ الحاسدون يلمزون ويغمزون في نقاوة الماء المقدس فاغنانا هذا المشروع عن الرد والجواب. وبينما كانت منطقتنا تشتعل بالفوضى والحروب كانت بلدنا السعودية بحمد الله وفضله ثم بفضل الاسرة السعودية الحكيمة التي لمت شتات هذا الوطن دولة ثابتة الاركان مترامية الاطراف يسودها الأمن والاطمئنان والعدل والاستقرار وحكم الشريعة المحمدية الذي يلتزم به الحاكم والمحكوم. وقد لا يعرف بعض المواطنين وبعض المقيمين ان هذه النعم التي نرفل فيها اليوم لم تأت بالطريق السهل فقد كانت بلادنا قبل ان يوحدها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مسرحاً للفوضى والوحشية والقتل والنهب ولمئات السنين وكان الحجاج لا يأمنون الطريق بين مكةوالمدينة وكان العرب مضرب المثل في الفقر والعوز والجهل والمرض. فاراد الله سبحانه وتعالى بنا خيراً حين قام المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بمجهوده الضخم لتوحيد البلاد حاملاً روحه على راحتيه فخاض حروباً يشيب من هولها الولدان حتى استقرت البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ونعمت بأمان الشريعة وعدالة الإسلام. ولما فاض البترول توزعت خيراته على كل أرض المملكة وتحول فيها إلى طرق ومطارات ومدارس وجامعات ومؤسسات ومستشفيات حتى غدت المملكة من أرقى دول العالم. ولا نملك في الختام الا الدعاء لمولاي خادم الحرمين بالصحة وطول العمر ولدولتنا السعودية بالأمن والأمان والعزة والقوة.