أوضح الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد بن سعد الماجد أن الله عز وجل ذكر عباده المؤمنين بنعمه عليهم في آيات كثيرة لاسيما ما يتصل بالاجتماع المدني والتآلف الأخوي . وقال : والملاحظ أن الله عز وجل وهو يمتن عليهم بذلك ، يذكرهم أيضاً بحالهم قبل هذا الاجتماع والتآلف ليقارنوا بين الحالين ويعرفوا النعمة وأثرها عليهم في الأنفس والأحوال ومن بعد معرفة النعمة وأثرها يكون الحرص عليها والمدافعة عنها وبذل النفس والنفيس دونها . وقال في كلمة له بمناسبة اليوم الوطني الثمانون للمملكة : لك أن تقرأ في ذلك قول الحق سبحانه : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) وإن كان المخاطبون الأول بهذه الآية هم الصحابة رضي الله عنهم ، فإن هذه الآية خطاب لنا أيضاً نحن في المملكة العربية السعودية إذ منَّ الله عز وجل وهيأ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه وجزاه خيراً عن دينه وأمته ووطنه فقاد رجاله المخلصين ليؤسسوا هذا الوطن الشامخ بأطرافه المتباعدة ويصوغه في قالب واحد متآلف بكل جهاته الأربع . واشار الى انه سعى رحمه الله بكل ما أوتي من إمكانات ومن بعده أبناؤه الملوك رحمهم الله وحفظ خادم الحرمين الشريفين إلى تحقيق كل ما يؤدي إلى تماسك هذا الوطن المترامي الأطراف ولقد مكنهم الله عز وجل وأمكن بهم دينه وأعلى كلمته فحكموا الشرع وكانت المحاكم الشرعية وكونت هيئة لكبار العلماء ثم ما كان من خدمة للحرمين الشريفين التي تفوق الوصف وتبهر كل زائر أو سامع وذلك هو محض التوفيق من الله عز وجل لقادة هذه البلاد وأهلها وإنهم ليقتدون في ذلك وهذا الشعب الكريم بإبراهيم الخليل عليه وقال الأمين العام لهيئة كبار العلماء: وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم الذي قال له ربه : “وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ “ وإذا عرف مقدار الوحدة والتآلف وأثرها في المصلحة العامة من استقرار وأمن ونماء وفوق ذلك تحقيق العبودية لله في الأرض ، فإن من أهم الواجبات وأولاها المحافظة على هذا المكسب الديني والوطني الذي يعد بحق أهم مشروع أنجزه الوطن أو يمكن أن ينجزه ، فإنه هو أساس المشروعات . وبين ان خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يؤكد على امرين لا يقبلان التجاوز فضلاً عن الإلغاء وهما الدين والوطن، مشيرا الى إن الثوابت الدينية والرموز الوطنية هما أساس الوحدة التي قامت عليها هذه الدولة التي جمع الله بها شتات الفرقة ولم بها شعث التنازع ورفع بها راية التوحيد . وسأل الدكتور الماجد في ختام كلمته الله عز وجل أن يحفظ هذه البلاد وقادتها وأن يديم عليها عزها وتوفيقها وأن يوزع الجميع شكر نعمه.