إن لم ارتبط بالزميل الأستاذ / هاني فيروزي رحمه الله داخل أروقة العزيزة (الندوة) بشكل مباشر لكنني تابعت نشاطاته الثقافية والصحفية إذ كان رحمه الله يمتاز بالأسلوب السلس في كتاباته الاجتماعية والتعمق في كتاباته التاريخية فعرف لدى الجميع بالمصدر التاريخي الموثوق به . والأستاذ / هاني ماجد فيروزي رحمه الله من مواليد مكةالمكرمة عام 1367 ه تلقى تعليمه العام بها كما التحق بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية التي كانت تتبع شطر جامعة الملك عبدالعزيز بمكةالمكرمة . بدأ حياته العملية موظفا بمؤسسة النقد العربي السعودي بمكةالمكرمة ثم انتقل للعمل موظفا بأحد بنوك مكة ليعود مجددا للعمل الحكومي كمشرف إعلامي لأمين العاصمة المقدسة ثم مديرا لمطابع رابطة العالم الإسلامي . دخل المجال الصحفي عام 1383 ه واستطاع من خلال كتاباته في عدد من الصحف والمجلات السعودية أن يبني له قاعدة جيدة من القراء مكنته من توظيف خبراته في إعداد عدد من البرامج الإذاعية ليبدأ من خلالها الانطلاق نحو الشاشة فيسهم في إعداد بعض البرامج التلفزيونية ولعل أبرزها برنامج “ عين على مكة “ الذي بثته قناة “ العربية “ الفضائية خلال شهر رمضان المبارك قبل نحو عامين مضت . وحينما تشرفت بدعوته لحفل العشاء الذي أقمته تكريما للأستاذ فاضل جي رئيس تحرير مجلة الصحوة السنغالية كان أحد أبرز فرسان الأمسية إذ تنوع حديثه وتفرع بين الثقافة الإسلامية بالدول الإفريقية وحاجة شعوبها إلى تكثيف البرامج والأنشطة الثقافية وقد أبدى وقتها الأستاذ فاضل جي إعجابه وتقديره بالأستاذ هاني فيروزي رحمه الله لغزارة ثقافته الاجتماعية وامتلاكه لمعلومات جيدة عن السنغال وغيرها من الدول الإفريقية وطالبه وقتها بالكتابة بمجلته فلم يمانع رحمه الله ووعد بالكتابة لكنني لا أذكر إن كان قد كتب أم أن ظروفه العملية لم تمكنه من الكتابة . وحينما سألته عما إذا كان قد زار السنغال مسبقا فرد رحمه الله قائلا : ليس شرطا أن تزور دولة ما بطائرة أو سيارة أو سفينة لكنك يمكنك أن تزورها من خلال قراءتك عنها ووقتها ستدرك تماما أنك قد زرتها . وقد علق حينها الأستاذ / عبدالواحد برهان سيف الدين والذي كان من ضمن الحضور قائلا بأسلوب مداعبة أخشى أن تكون مطوفا وزرت السنغال وأنا لا أعرف . ومن أبرز أعمال الأستاذ / هاني فيروزي رحمه الله “ حكايات بابا عارف “ وهي سلسلة قصصية للناشئين تمت مناقشتها في ثلاث رسائل علمية . كما أصدر وثيقة “ السعودية وأزمة الخليج “ وقد صدرت بثلاث لغات العربية والانجليزية والفرنسية وأصدر في عام 1419 ه الجزء الأول من كتابه “ ملامح من تاريخ مكةالمكرمة “ وأصدر من خلال مؤسسته الإعلامية التي أسسها أكثر من 11 دليلا سياحيا لكبريات مدن المملكة. توفي الأستاذ / هاني ماجد فيروزي رحمه الله فجر يوم الخميس الرابع من شهر محرم عام 1430ه ودفن بمقابر المعلاة بمكةالمكرمة.