بعد الضغوط التي واجهتها السلطة الفلسطينية لتعلن رغبتها في المفاوضات المباشرة لم يكن في وسع السلطة الا الاستجابة فهي لا تريد أن تكون عائقاً في وجه السلام ولكنها طلبت من الرباعية المعنية بالسلام ضمانات للتوجه إلى هذه المفاوضات وقد وعدت اللجنة بذلك وهي في طريقها إلى الإعلان عن ذلك .. ولكن ما أن عزمت اللجنة على تحديد اطلاق المفاوضات الجديدة حتى سارعت إسرائيل بالإعلان عن رفضها لأي شروط تضعها اللجنة الرباعية من أجل استئناف المفاوضات المباشرة وهذا ما أعلنه مسؤول إسرائيلي أمس من أن الحكومة الإسرائيلية سترفض أي شروط مسبقة لاطلاق المفاوضات .. وسيؤثر هذا الموقف بلاشك على ما كانت الرباعية تعتزم إعلانه. وإذا عرف السبب بطل العجب كما يقولون فهذا الموقف المتشدد من إسرائيل تجاه الرباعية لأن الرباعية تعتزم دعوة إسرائيل إلى أن تمدد عشرة أشهر أخرى مهلة تجميد الاستيطان الجزئي في الضفة الغربية مع تحديد مهلة تتراوح بين عام وعامين للتوصل إلى اتفاق حول اقامة دولة فلسطينية بعد انسحاب اسرائيل إلى حدود 1967م. وهي شروط مقبولة ومعقولة في الوقت نفسه فلا يمكن قبول مفاوضات مع إسرائيل وهي ماضية في الاستيطان في الأراضي الفلسطينية واغتصابها من أهلها ، كما لا يمكن السير في المفاوضات على غير هدى فلابد من سقف محدد وهذا ما يريده الفلسطينيون وإذا رفضت إسرائيل ذلك فهي إنما تؤكد مرة أخرى عدم جديتها في الوصول إلى سلام.