هدمت الجرافات الإسرائيلية صباح أمس أربعين منزلا بقرية العراقيب شمال مدينة بئر السبع في صحراء النقب جنوب إسرائيل، كما أخلت نحو ثلاثمائة من سكانها، بحجة البناء دون ترخيص. بينما اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن ما حصل يعتبر إرهاب دولة. وقال مصدر إن آلافا من عناصر الشرطة طوقوا القرية التي لا تعترف إسرائيل بوجودها، ووفروا الحماية لعمليات الهدم. وتعد العراقيب واحدة من 45 قرية عربية في النقب لا تعترف إسرائيل بها, وتعمل على تجميع سكانها في ثمانية تجمعات أقامتها لهذا الغرض. وأوضح المصدر أن الجرافات بدأت أولا بهدم منازل بأطراف القرية, قبل أن تنهي مهمتها بإزالة القرية تماما من الوجود. وأشار إلى وقوع مواجهات بين سكان القرية وعناصر الشرطة. ونقلت الكاميرا مشهد دمار هائل بالمكان الذي سويت كل منازله -وأغلبها من الصفيح- بالأرض. وترى (دائرة أراضي إسرائيل) أن سكان القرية من مدينة رهط الذين قرروا الاستيلاء على (أراضي الدولة) على حد قولها. وقال المصدر إن القرية تحولت إلى ثكنة عسكرية لتأمين عمليات الهدم بالجرافات التي ساهمت طائرات عمودية في توفير الحماية لها. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن عملية الهدم تأتي في أعقاب إصدار محكمة الصلح الإسرائيلية في بئر السبع الليلة قبل الماضية أوامر تقضي بهدم هذه المنازل. يُذكر أن النقب يشكل حوالي 40% من مساحة فلسطين التاريخية، وتبلغ مساحته 12 ألفا و577 كلم2، ويقطنه قرابة مائتي ألف عربي، تسعى إسرائيل لتركيزهم في ثماني بلدات تحولت إلى مراكز للبطالة والفقر وهي أشبه بمخيمات اللاجئين.