زار فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبد العزيز السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة، أمس الأول مدرسة مسجد توحيد الإسلام للبنات في مدينة بلاكبيرن البريطانية. وقال فضيلته في كلمة له أمام تلميذات المدرسة “لاشك أن للمرأة المسلمة في هذا الدين مكانة كبرى ومنزلة عظمى، فهي الأم والأخت والزوجة والبنت وهي نصف المجتمع وهي الرئة الأخرى التي تتنفس منها المجتمعات”، مشيرا إلى أن ذكر المرأة في كتاب الله عز وجل جاء جنبا إلى جنب مع الرجل. وأضاف إمام وخطيب الحرم المكي “لا شك أن للمرأة المسلمة مكانة كبرى ينبغي على المسلمين أن يعنوا بها غاية العناية والواقع أنني سعيد غاية السعادة وأنا ألتقى بأخواتي في الله الفتيات المسلمات اللاتي يعشن في هذه البلاد باعتزاز بدينهن ورسالتهن وقيمهن وحجابهن وعفافهن وحشمتهن”. وتابع فضيلته قائلا “فهي سعادة بالغة وابتهاج غامر ونحن نزور هذه المدرسة للبنات وقد سرني ولله الحمد ما سمعته سواء من تلاوة كتاب الله عز وجل أو النشيد الترحيبي أو الحديث عن تاريخ هذه المدرسة العريقة في عطائها ونتاجها وتخرج منها مئات وعشرات الطالبات في جمع بين علوم القرآن وعلوم اللغة العربية وعلوم السنة النبوية والعلوم الأخرى لأننا بحاجة إلى أن تكون المرأة لا سيما في الغرب مع تمسكها بثوابتها وحجابها ومبادئها وحيائها وحشمتها فهذا لا ينافي أن تكون مبرزة في مجالات الحياة الأخرى”. وقال فضيلته بأن المسؤولين عن المدرسة قد “أحسنوا أيما احسان وقد عنوا بالمرأة المسلمة وبالفتاة المسلمة في تربيتها وتعليمها وليس بخافي عليكم أهمية العلم ومكانته. فالعلم هو الركيزة الكبرى التي تنبني عليها المجتمعات ولا يمكن للجهل ولا للجاهلين ولا للجاهلات أن يقدموا للانسانية خيرا ولا للبشرية نفعا”. وأشار إلى أن المسؤولين عن المدرسة قد “سنوا سنة حسنة عندما أتاحوا لنا الفرصة فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يعظ الرجال ثم يذهب إلى النساء ويعظهن ويذكرهن بالله عز وجل وما ذاك إلا لما تحظى به المرأة من مكانة كبرى وعظيمة”. وأضاف مخاطبا الفتيات “أنتن وراء ابداعات الرجال فلم يكن لي أن أقف أمامكن خطيبا لولا فضل الله ثم المرأة وكذا كل الدعاة والعلماء والمبرزين والمبدعين في كل مجال فأنتن أيها الفتيات المباركات من وراء هؤلاء الرجال وهذه الانجازات المباركة”. وألقت طالبة من مجلس شورى بنات المدرسة كلمة رحبت فيها بفضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس. وقالت الطالبة سعيدة باتيل إن “فضيلة الشيخ السديس قدوة لمئات الملايين من الناس من خلال إمامته للمصلين وقراءته للقرآن الكريم وخدمته للدين والجمعيات الخيرية”. وأضافت بأن المدرسة التي تأسست قبل 25 عاما أصبحت الآن واحدة من أكثر المدارس انجازا على مستوى المدارس في المملكة المتحدة، مشيرة إلى أن عدد الطالبات وصل إلى 430 تلميذة في المدرسة. وقالت “بالإضافة إلى التعليم الأساسي عن الدين فإن الفتيات يتعلمن أيضا مهارات وخبرات وقدرات أخرى”. وكانت التلميذات قد أنشدن انشودة “طلع البدر علينا من ثنيات الوداع” ترحيبيا بفضيلة الشيخ وقدمن إليه هدية تذكارية بمناسبة زيارته للمدرسة. من جانبه، قدم فضيلة الشيخ للتلميذات هدايا عبارة عن كتب وأشرطة للقرآن الكريم. حضر اللقاء اللورد آدم باتيل وسعادة مدير مكتب الدعوة في بريطانيا الأستاذ عبد العزيز الحربي، ومسؤولو المدرسة.