أفاد مصدر مطلع في بيروت بأن هدوءا حذرا ساد أنحاء المدينة منذ صباح أمس وأن قوات الجيش اللبناني ما تزال تواصل انتشارها بكثافة في أنحاء مختلفة من العاصمة اللبنانية. وكان الجيش اللبناني قد أحكم سيطرته أمس على بيروت بعدما تسلم المراكز التي كان يسيطر عليها الموالون للحكومة، في حين أتمت المعارضة سيطرتها على الجزء الأكبر من المناطق التي تتمركز فيها القوى الموالية للحكومة اللبنانية في الشطر الغربي من العاصمة حيث تركزت المواجهات خلال الأيام الثلاثة.وفي سياق المواجهات التي استمرت أمس بين طرفي الصراع في لبنان، لقي سبعة أشخاص مصرعهم وجرح أربعة آخرون ليرتفع عدد ضحايا الاشتباكات التي استمرت ثلاثة أيام إلى 18 قتيلا على الأقل و38 حريحا.وقد قتل اثنان من المعارضة في اشتباك أمس مع أنصار الموالاة في بلدة عرمون جنوب غرب بيروت، وقتلت امرأة وابنها خلال اشتباكات في منطقة رأس النبع، وقتلت أخرى وزوجها في اشتباكات بمدينة صيدا جنوب لبنان أسفرت أيضا عن إصابة أربعة أخرين. وبمدينة بر الياس شرق البلاد أسفرت الاشتباكات عن مقتل امرأة أخرى.وقد شهدت مناطق حيوية لقيادات سياسية في لبنان مواجهات حامية أبرزها عين التينة حيث مقر إقامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكذلك الروشة وقريطم حيث منزل زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري، ومناطق عائشة بكار والحمراء، وكليمنصو مكان سكن زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.وكان مسلحون من أنصار المعارضة أحرقوا المبنى القديم لتلفزيون “المستقبل” في منطقة الروشة غرب العاصمة، كما احترق مبنى صحيفة “المستقبل” في الرملة البيضاء بفعل الاشتباكات، بينما أوقف تلفزيون “المستقبل” وإذاعة “الشرق” بثهما صباح الجمعة وأصبحا في عهدة الجيش اللبناني.وبينما أعلن حزب الله أنه لا يسعى لانقلاب دموي وحث أنصاره على عدم التعرض للمباني الحكومية أو التقدم نحو المناطق المسيحية من العاصمة بيروت، اتهمت قوى الأكثرية النيابية الحزب بتنفيذ انقلاب مسلح ضد الدستور واتفاق الطائف بهدف إخضاع الدولة اللبنانية، وأعلنت في بيان لها أمس أن ما جرى في بيروت “أسقط نهائياً شرعية سلاح حزب الله”