يرأس معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وفد المملكة في المؤتمر العشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي يعقد بالقاهرة تحت رعاية فخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك في المدة من الثامن وحتى الحادي عشر من شهر ربيع الأول الجاري تحت عنوان (مقومات الأمن المجتمعي في الإسلام). وأعرب معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر، مؤملاً أن يوفق الله سبحانه وتعالى المؤتمرين للخروج بنتائج وتوصيات، وقرارات بناءة وفاعلة تخدم الفرد المسلم بخصوصه، والمجتمع المسلم بعمومه، ولافتاً (في ذات الوقت) إلى أن مثل هذه الاجتماعات تأتي لإبراز حقيقة الدين الإسلامي الذي بني على الرحمة، وأن الأمة الإسلامية هي خير أمة أخرجت للناس على وجه الأرض وأنها أمة الخير، والتسامح، والعلم، والعدل تصدرت الحضارات الإنسانية بالتعامل مع الإنسان من حيث هو والتعامل مع الرجل والطفل والمرأة وكافة الأجناس. ورأى معاليه أن الأزمات التي تعيشها الأمة الإسلامية في هذه الأيام توجب إعادة النظر في الخطاب الإسلامي ووقفة مع الذات لتكريس مفاهيم الاعتدال والتسامح ونبذ الغلو والتشدد الذي سيؤدي بالأمة إلى الهاوية، وقال: إن الدين الإسلامي هو دين التسامح والمؤاخاة بين أفراد المجتمع كما أن الاسلام هو الراعي الأول والوحيد الداعي إلى الأخذ بمبدأ الحوار والتفاهم بين أفراد المجتمع خاصة وأن تعاليم الدين الاسلامي مواكبة لكل زمان ومكان. وحذر الوزير آل الشيخ من خطط الأعداء الذين يهدفون إلى نشر الفكرالمنحل في أوساط الأمة الإسلامية وسعيهم إلى أن تكون الأمة الإسلامية في ظل العولمة الحالية أمة غربية، غير معتزة بإسلامها ولا بتاريخها، ولا بقرآنها مشدداً معاليه في هذا السياق على ضرورة التزام مبدأ التوازن في أن يكون هناك استمساك بأصول هذا الدين العقدية والعبادية والأخلاقية والتعاونية والروح الواحدة والأمة الواحدة. وحث معاليه قادة العمل الإسلامي وقادة العلم والعمل وأهل الفكر والنظر ممن يسهمون في توجيه الأمة إما عبر المسجد أو الكتاب أو القنوات الإعلامية المرئية أو المسموعة أو عبر الصحف والمجلات أن تكون قضايا الأمة المعاصرة همهم، فنحن لسنا مع التشدد لكن لسنا مع الانحلال فالانحلال سيولد لنا تيارات أخرى سيئة وسيغضب الله جل وعلا علينا لأننا تخلينا عن ديننا، فالانحلال مرفوض كما أن التشدد مرفوض ونحن نريد منهجاً وسطاً نستضئ به للمستقبل، ونستشرف به قوة أمتنا، وعزتنا، وكرامتنا مطالباً بأن يكون هناك وعي عبر المسجد وعبر الصحافة وعبر البيت وعبر المدرسة وعبر الإعلام عن طريق القنوات الفضائية للقضاء على الظواهر التي تسيء للمجتمع المسلم وتشوه صورة الإسلام، ومن ذلك ظاهرة الإرهاب. ولفت وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد النظر إلى الانحراف العقدي الذي وقعت فيه العديد من الفئات في المجتمعات الإسلامية ومنها الفئة الضالة في هذه البلاد المباركة، وما قامت به من التكفير والتفجير والانتحار وقتل الناس، ولاشك أن هذا سبقه خلل كبير في الاعتقاد وهو ما يسمى بالتكفير وتضليل الناس والتشويش عليهم باسم الدين وقال معاليه: إن فكر التكفير ينتج عنه تكفير الناس، وتكفير المجتمع، وإباحة الدماء، والتأويل في ذلك إلى ما ليس له حد وإذا كان الأمر كذلك فإن مسألة الأمن العقدي مهمتنا جميعاً لأن الانحراف السلوكي سبقه انحراف عقدي وغلط كبير في فهم العقيدة وفي فهم الإيمان وفي فهم نواقض الإيمان وفي فهم التكفير وفي فهم كيف تفهم هذه المسألة.ودعا معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ الله عزوجل أن يوفق المشاركين في المؤتمر الى التوصل إلى توصيات ونتائج تخدم العمل الإسلامي وتبين عالمية الإسلام وأنه الدين الحق الذي جاءت احكامه لصالح البشرية جمعاء، وتدحض شبهات أعداء الإسلام وترد كيدهم وتزهق باطلهم.ويحضر المؤتمر أصحاب الفضيلة المفتين والمعالي وزراء الشؤون الإسلامية والأوقاف في عدد من الدول العربية والإسلامية ولفيف من المفكرين والأكاديميين المتخصصين في العالم الى جانب عدد من رؤساء الهيئات والمؤسسات الإسلامية. الجدير بالذكر أن المؤتمر سيناقش أربعة محاور المحور الأول بعنوان (المقوم الإيماني) والمحور الثاني بعنوان (العدل الاجتماعي) أما المحور الثالث فعنوانه (الحقوق الاجتماعية)، وعنوان المحور الرابع (دور المؤسسات في تحقيق الأمن المجتمعي).