واصل ملتقى العرسان الذي تنظمه الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والتوجيه الأسري بجدة أعماله أمس . وقد القى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة إرشادية للشباب والفتيات المقبلين على الزواج. وقال سماحته إن الزواج من نعم الله تعالى، وأن الله عز وجل حث على التزويج فقال سبحانه: (وانكحوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) كما قال عليه الصلاة والسلام: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء). وأضاف سماحته أن الزواج نعمة عظيمة ، وراحة النفس، وطمأنينة للقلب، طيب الحياة، مبيناً بأن الزواج عبادة لله وقربة يتقرب بها العبدإلى الله، فهو أفضل من نوافل العبادة لأنه يعين على تحصين الفرج وغض البصر وسلامة العبدمن الوقوع فيما حرَّم الله . وقال سماحته إن من أسباب سعادة الزوجين قيام كل منهما بما يجب عليه نحو صاحبه، فقيام الزوج بالواجب عليه، وقيام المرأة بالواجب عليها، يكفل للبيت السعادة والهناء بتوفيق من الله. وتابع قائلاً (الله جل وعلا في كتابه العزيز قد بين للزوجين الواجب على كل منهما فقال: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بالْمَعْرُوفِ)، فأخبر تعالى أن للزوجة حقاً كما أن عليها واجباً، وللزوج حق كما أن عليه واجباً. أما الجلسة الثانية للملتقى فتحدث خلالها المدرب عصام ياسين قارئ تحت موضوع بعنوان (حالات الذات وأنواع الغضب) تناول فيها الغضب المحمود والغضب المذموم، مشيراً إلى أن الغضب هو في الأساس انفعال إنساني طبيعي جداً وصحي أيضا، ولكن حين يخرج عن نطاق تحكمنا ينقلب إلى شيء مدمر يسبب المشاكل مشاكل في العلاقات الشخصية ونوعية الحياة التي نحياها بشكل عام. وأوضح المدرب بأن الغضب هو حالة انفعالية تتراوح شدتها ما بين مضايقة خفيفة إلى حالة من الثورة العارمة طبقاً لعلماء النفس، موضحاً بأن الغضب قد يصاحبه تغيرات نفسية وبيولوجية؛ وقد يكون بسبب أحداث خارجية أو داخلية. وبين المدرب عصام قارئ بأن الناس يستخدمون عمليات في الوعي واللاوعي للتعامل مع مشاعر الغضب وهي التعبير والكبت والتهدئة، مبيناً بأن أصح طريقة للتعبير هو توصيل مشاعر الغضب دون اللجوء للعدوانية من خلال تعلم كيفية توضيح الاحتياجات للآخر وكيفية تلبيتها دون التسبب في إيذائه. أما الجلسة الثالثة فكانت بعنوان (فن احتواء المخطئ) قدمها مدرب بمركز المودة الاجتماعي فايز بن سالم السهلي أوضح فيها بأنه يمكن للإنسان احتواء 90% من المخطئين من أول موقف، مشيراً إلى أن الخطأ سلوك بشري لابد أن نقع فيه حكماء كنا أو جهلاء. وأضاف السهلي بأنه ليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره ونضخمه، مؤكداً بأنه لابد من معالجة الخطأ بحكمة ورويه وأياً كان الأمر فإننا نحتاج بين وقت وآخر إلى مراجعة أساليبنا في معالجة الأخطاء. وعدد السهلي أساليب معالجة الأخطاء والذي يُعد فن خاص بذاته يقوم على عدة قواعد من أبرزها الرفق في التعامل مع المخطئ، وإظهار مدى الحب والاهتمام للطرف الآخر، فضلاً عن أهمية أن يضع الشخص نفسه موضع المخطئ ويفكر من وجهة نظره وفكره في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها، مع ضرورة استخدام الكلمات والعبارات اللطيفة في إصلاح الخطأ. الجدير بالذكر بأن ملتقى عرسان جدة يهدف إلى تقديم الإرشاد والتوجيه الأسري للعرسان وتأهيلها أسرياً وتبصيرهم في كل ما يتعلق بالحياة الزوجية وهو بمثابة جرعة واقية من شبح الطلاق والمشاكل الأسرية. يُشار إلى أن الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والتوجيه الأسري بجدة هي جمعية متخصصة في كل ما من شأنه بناء أسرة سعيدة من خلال مساعدة الشباب المحتاج الراغب في الزواج كما تسعى للمساهمة في القضاء على ظاهرة العنوسة وتحقيق التكافل الاجتماعي من خلال عمل متقن ودراسات متعمقة وفريق ذي مهارات وخبرات سابقة.