رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مساء أمس الاول الحفل الذي أقامته الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بمناسبة الذكرى الخمسين لإنشائها ، ودشن سموه خلال الحفل مركز الرياض الدولي للمعارض ومركز الصادرات السعودية. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر مركز الرياض الدولي للمعارض معالي وزير التجارة والصناعة الأستاذ عبدالله بن أحمد زينل علي رضا ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عبدالرحمن الجريسي وأمين عام الغرفة التجارية حسين العذل ونواب وأعضاء مجلس الإدارة بالغرفة. ونوه سموه في كلمته القاها خلال الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بما وصلت إليه المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية منها ، مؤكدا أن العمل الاقتصادي في المملكة قائم على الاقتصاد الحر المنضبط بالضوابط الشرعية والذي يحث على العمل والكسب دون الإضرار بالآخرين. وشدد سموه على أن مساهمته في دعم إنشاء غرفة الرياض التجارية والصناعية كان مساهمة المسئول الذي يسعى لخدمة بلاده وشعبه ، مشيرا إلى أنه يجد تعاونا كبيرا بين القطاعين العام والخاص لما فيه مصلحة المملكة ومواطنيها كما يجد اهتماماً من قبل القطاع الخاص للمساهمة في أعمال الخير والبر. وقال سموه في كلمته” بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه الأمين،أيها الأخوة الكرام أيها الأخوات الحضور إننا والحمد لله في الرياض وفي منطقة الرياض بل كلنا في المملكة نحتفل دائما بالخير والعمل الطيب والعمل الصالح في كل بلادنا ، إن ما وصلنا إليه في هذه البلاد هو نتيجة للأعمال الحرة الاقتصادية والمنضبطة فقط بضوابط شرع الإسلام الذي يحث الإنسان أن يجد العمل والمكسب بالطرق الشريفة والشرعية دون الإضرار بالآخرين. إننا عندما نرجع إلى تاريخ هذه البلاد ونرى ما هو الوضع قبل أن يوحد الملك عبدالعزيز هذه البلاد نجده خلاف ما نراه الآن وأنتم تعرفون ذلك ، أيها الإخوة أيها الحضور الكرام تحدث المتحدثون ما يكفي عن إنشاء الغرفة وكيف بدأت وان كان لي مساهمة في هذا العمل فهذا واجبي ولا أدعي شيئا غيره فنحن كمسئولين كل في مسئوليته يجب أن نعمل ما يستطيع لما فيه خير هذا الوطن الذي يستحق منا الخير وعمل الخير والحمد لله وكل عمل كما قلت سابقا ناجم عن الضوابط الشرعية وعن الاستقرار والأمن في هذه البلاد ليأمن الإنسان ويعمل بحريته لا يخشى إلا الله. والحمد لله هناك تعاون كبير بين القطاع الرسمي ورجال الأعمال وأنا أقولها بكل صراحة وثقة إنني أجد من الجميع التعاون خصوصا في أعمال الخير والبر وهذا إن كان واجبا فإنما هو شيء نعتز به ونقول الحمد لله الذي وفر لنا هذه الإمكانيات لجعل عمل الخير والحمد لله قائم على رأس المال الوطني وعلى تعاون الجميع. إننا والحمد لله بخير ونعمة أسأل الله عز وجل أن نشكره نعمته على ما أتاح لهذه البلاد منذ أن وحدها الملك عبدالعزيز وجعلها بلاد واحدة وشعب واحد وهو بهذا يعيد عهد أسلافه السابقين منذ إنشاء هذه الدولة والحمد لله أن أبناءه من بعده من ملوك وأمراء حتى وصل الأمر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله - وسمو ولي عهده والنائب الثاني ،أيها الإخوة أننا نحمد الله ونشكره على ما نحن فيه وهذا الشكر يأتي بالعمل أيضا وليس فقط باللسان أو القلب بل بالعمل كذلك والحمد لله الذي نرى مجتمعنا الآن في هذه المكانة في كل أنحاء البلاد فالرياض عاصمة المملكة العربية السعودية تحتضن الجميع وهي مفتوحة للجميع والحمد لله في أرض المملكة وأقول وأكرر يا إخوان يسرني دائما أن التقي بكم لأسمع منكم وتسمعون مني لما فيه الخير لبلادنا وشعبنا.و السلام عليكم ورحمة الله”. وفور وصول سموه لمقر الحفل عزف السلام الملكي ، وأقيم حفل خطابي بدئ بالذكر الحكيم. ثم ألقى رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عبدالرحمن الجريسي كلمة أوضح فيها أن نواة غرفة الرياض تعود إلى العام 1372ه حينما كتب الشيخ عبدالعزيز السليمان المقيرن رحمه الله وعدد من زملاؤه من تجار الرياض آنذاك أول طلب لإنشاء الغرفة وتحقق مرادهم عام 1381ه بعد أن تجاوزوا كثيرا من المصاعب والعقبات مؤكدا أن سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز كان دائما الداعم والمساند لجهود أولئك الرعيل لتنطلق غرفة الرياض من ذلك التاريخ كأول مؤسسات المجتمع المدني ولتواكب النهضة المباركة ولتعيش الغرفة تحولات متسارعة لم تكن التجارة وحدها فارس الرهان بل كل معطيات الوطن ومكوناتها. وتحدث الجريسي عن مساهمات الغرفة التجارية الصناعية بالرياض وسعيها لبناء شراكة مثمرة مع الأجهزة التنفيذية الحكومية لتمثل فيها مجتمع الأعمال بكل أطيافه وشرائحه والمساهمة الفاعلة في بناء وتحديث العديد من التشريعات الاقتصادية والكثير من القضايا ذات الاختصاص في تبادلية وشراكة مسئولة مع الجهاز الحكومي وحرصها على المساهمة في تدريب وتأهيل الشباب السعودي حيث نجحت في تدريب وتأهيل أكثر من 36 ألف شاب كما وظفت أكثر من عشرة آلاف آخرين. وثمن رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض في كلمته تشريف سمو أمير منطقة الرياض لهذا الحفل الذي يؤكد مجددا ما تجده غرفة الرياض من دعم ومؤازرة دائمة في كل شؤونها وبمساندة كريمه من سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز. من جهة اخرى رحب نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض سعد المعجل في كلمته بسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض الذي يشهدُ بمواقف سموه الداعمة التي مكنت غرفة الرياض من أن تهدي العاصمة هذا المعلم الحضاري ليكون أحد شواهد انجازات عمرها خلال السنوات الخمسين الماضية. وتحدث عن أهمية إنشاء مركز الرياض الدولي للمعارض مشيرا إلى أنه جاء تنفيذا للقرار السامي الصادر في 4/09/1417 ه بتخصيص موقع لصالح الغرفة التجارية الصناعية بالرياض علي جزءٍ من أرض مطار الرياض القديم لإنشاء مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض حيثُ باشرت الغرفة في وضع إمكانيتها تجاه إنشاء المركز. وقال “ إن المركز يحوي مركز المنتجات الوطنية والذي سيكون لبنة قوية تدعم الصناعة الوطنية وتعزز وتشجع الصناعيين السعوديين على مواصلة جهودهم من أجل تحسين جودة المنتجات الوطنية إضافة إلى مركز المؤتمرات حيث تشغلُ قاعة المحاضراتِ الجزء الأكبر من مركز المؤتمرات وصممت علي ثلاثة أدوار وتستوعب في الدور الأول 1100 شخص ومن بينها مساحةً أخرى تستوعب 200 سيدة في الجزء العلوي من قاعة المحاضرات. وأضاف نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض أن مركز الرياض يتضمن قاعات الاجتماع الست التي تتكامل مع مكونات مركز المؤتمرات من حيث توزيعها وطريقة الوصول إليها وترابطها حركياً إضافة إلى أربع صالات للعرض مشيرا إلى أن مساحة العرض المغطاة للمعرض تبلغ 15000 متر مربع وتتميز بعرض حر يبلغ 75 مترا وهو ما يعطى صالات العرض فضاء مناسبا لجميع المعارض المقامة بالمركز وانه يأمل أن تبلغ مساحات العرض أكثر من خمسين ألف متر مربع بزيادة مباني متعددة الأدوار وإنشاء عددٍ من مباني مواقف السيارات ذات الأدوار المتعددة وأن يتم في القريب إنشاء فندقٍ في الموقع المخصص له. وأعرب عن أمله في أن يتم قريبا ربط مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض بشبكة سكة الحديد المعلقة وإعادة تنظيم الحركة المرورية المجاورة للمركز. وثمن المعجل في كلمته الدعم السخي الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو ولي العهد الأمين يحفظهما الله لمشروع مركز المعارض الدولي بالرياض بعدما أمر بتمليك هذه الأرض لصالح الغرفة لإقامة المركز عليها داعيا في الوقت نفسه بالرحمة والمغفرة للملك فهد بن عبدالعزيز الذي أمر بتخصيص هذه الأرض لصالح الغرفة التجارية بالرياض. ونوه بالجهود الكبيرة التي قدمها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للعاصمة الرياض خاصة في دعم الصناعة ومعارض الصناعة بالرياض. من جانبه قال صالح الطعيمي في كلمة القاها “ إن الأمير سلمان بن عبدالعزيز كان هو المرجع الأول والسند بعد الله في كل أمر أراد جيل الرواد بغرفة الرياض أو من جاءوا بعدهم اجتيازها ضمن خطوات بناء الكيان الذي يحتفل بيوبيله الذهبي ، مشيرا إلى أن “تجربتنا التنموية تستعص على كل معايير الحسابات الزمنية فالخمسين عاماً التي نحتفل بها من عمر غرفة الرياض كانت من الثراء والأثر الذي جعل منها الغرفة الرائدة في الوطن الغالي وعلى مستوى الوطن العربي”. وقال إن غرفة الرياض حظيت بزيارات عديدة من قبل رؤساء دول وحكومات وهو ما جعلها تحظى بمكانة وسمعة كبيرة بفضل الدعم والمؤازرة غير المحدودة التي أولها سمو أمير المنطقة لأن تكون حاضنة لأنشطة كثيرة موازية للأنشطة الاقتصادية عمرت فضاءات المجتمع بالكثير من المؤسسات الخدمية والإنسانية والمهنية. من جانبه نوه الأمين العام لمجلس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض حسين العذل في كلمته بالدعم الكبير الذي لقيته جهود الرعيل الأول من رجال الأعمال لإنشاء الغرفة التجارية من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مشيرا إلى أن سموه وقف مع تطلعات وآمال رجال أعمال الرياض في ذلك الوقت لإنشاء الغرفة التجارية وذلل كافة المصاعب التي واجهتهم. وثمن العذل عاليا كافة الجهود التي قام بها سمو أمير منطقة الرياض لتحويل مدينة الرياض إلى مدينة عصرية باتت تنافس العديد من العواصم العالمية الكبرى مؤكدا انه لا يمكن أن لا تذكر الرياض العاصمة دون ذكر أميرها وبانيها الحقيقي. وشدد على أن سموه عمل على كافة الأصعدة لتطوير البنية التحتية للرياض ووقف في وجه كافة الصعاب لجعلها مدينة متكاملة ورحبة تسع الملايين من المواطنين والمقيمين فيها والذين باتوا يتمتعون بكافة وسائل الراحة بفضل الإمكانات الضخمة التي وفرت فيها ولا تزال تشهد عملية تطويرية وتحديثية كبرى لا تتوقف وتتطور باستمرار مما جعلها من بين أفضل العواصم العالمية. وأطُلع سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز على معرض الصور التاريخية المقام بهذه المناسبة والذي جرى خلاله عرض عددا من الصور التاريخية التي تعكس المراحل التاريخية لغرفة الرياض التجارية الصناعية وأبرز المحطات والأحداث التي شهدتها منذ إنشائها إلى الآن. وشاهد سموه والحضور فيلما وثائقيا عن تاريخ نشأة غرفة الرياض التجارية والصناعية استعرض خلاله المراحل التاريخية التي مرت بها والدعم الكبير واللا محدود التي لقيته الغرفة من قبل سموه وأعداد المشتركين فيها والذي بلغ عددهم الآن نحو 70 ألف مشترك. وقام سمو أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز خلال الحفل بتدشين مركز الرياض الدولي للمعارض ومركز الصادرات السعودية. وفي نهاية الحفل كرم سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزراء التجارة والصناعة السابقون ومعالي وزير التجارة والصناعة الحالي عبدالله بن أحمد زينل علي رضا، كما كرم سموه أعضاء مجلس غرفة الرياض التجارية والصناعية السابقون والحاليون. وقدم رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالرياض عبدالرحمن الجريسي هدية تذكرية لسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز كما قدم الأمين العام لمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية الدكتور فهد السلطان هدية مماثلة لسموه بهذه المناسبة. والتقطت لأعضاء مجلس إدارة غرفة الرياض السابقون والحاليون الصور التذكارية مع سموه بهذه المناسبة. حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالله الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس اللجنة التنفيذية في الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض “ إنسان “ وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز المستشار الخاص لسمو أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز. كما حضر الحفل أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسئولين وعدد من الدبلوماسيين ورجال الأعمال.