ول...!! قرأت التقرير الصادر من الإدارة العامة للمرور عن عدد الحوادث المرورية خلال العام الماضي وضحايا تلك الحوادث ومسبباتها..وكل الأرقام والتفاصيل أكدت على أشياء مهمة جداً أهمها بأن - السرعة - مازالت هي السبب الأول والأكبر في الحوادث ..وأن أخطاء القيادة وكسر القواعد المرورية المتبعة أيضاً يزيد من حجم الحوادث ويزيدها خطورة. ولاشك بأن الأرقام والاحصائيات مخيفة ومفجعة وتعنى أننا مازلنا نعاني من عدم المثالية في قيادة السيارات وأن البعض مازالوا يتعاملون مع السيارات على أنها لعبة يمكن المجازفة في قيادتها دون وعي بخطورة ذلك ودون شعور بفداحة ضحايا الحوادث التي تشير الاحصائيات كما وردت في تقرير الإدارة العامة للمرور بأننا نفقد يوميا(17) شخصاً وهذا مخيف جداً .ومحزن جداً. ومن أهم الأرقام التي وردت في التقرير بأن عدد حوادث العام الماضي 1430ه بلغ (484805) حوادث وبلغ عدد الوفيات (6142) وفاة أي أن هناك 13 حالة وفاة لكل ألف حادث وهو ما يعني أن المملكة تفقد يومياً (17) شخصاً نتيجة للحوادث المرورية. وبين التقرير الذي نشرته الزميلة جريدة الوطن يوم الثلاثاء الماضي بأن أكثر الحوادث المرورية تركزت أيام السبت في جميع مناطق المملكة وبلغ مجموعها (79913) حادثاً مرورياً يليه أيام الأربعاء بمقدار (74110) حوادث وأقلها أيام الجمعة بمقدار (52742) حادثاً. وأشار التقرير إلى أن معظم الحوادث تقع في وقت النهار بعدد (200784) حادثاً وأن الحوادث داخل المدينة أكثر من خارجها فبلغ عددها نحو (41591) حادثاً مرورياً. وقال التقرير إن معظم الحوادث المرورية التي تقع هي عبارة عن تصادم سيارات حيث بلغ عددها (423864) حادثاً يليها تصادم مع مجسم ثابت حيث بلغ عددها (20111)حادثاً ورغم أن نسبة دهس المشاة لاتتجاوز 1.33 في المائة إلا أنها تعد حوادث خطيرة تبعاً لنتائجها. وأرجع التقرير سبب حوادث السير إلى خلل في أحد مكونات المعادلة المرورية وهي : المركبة والطريق والسائق ..حيث إن الأخطاء البشرية هي المحور الذي تدور حوله حوادث السير اذ تشكل أخطاء السائقين نسبة 80 في المائة من العوامل المؤدية للحادث وتصنف أخطاء القيادة تحت أربع فئات عامة هي: المخالفات المرورية وسوء استعمال المركبة وكذلك سوء التخطيط أثناء القيادة اضافة إلى عدم التقيد بآداب القيادة السليمة حيث تعد المخالفات المرورية هي أسوأ وأخطر أنواع أخطاء القيادة التي يرتكبها السائق غير مبال بأنظمة وتعليمات المرور..بينما تشكل العوامل الأخرى كخلل المركبة أو عوامل الطرق نسبة 20 %. وبين التقرير أن السرعة الزائدة مازالت تشكل السبب الرئيسي للحوادث المرورية حيث إن (45.88) في المائة من الحوادث كانت بسبب السرعة ..كما أن عدم التقيد باشارات المرور قد ازداد في العام الماضي قياساً بالسنوات الأخرى ، وبلغ اجمالي عدد المخالفات للعام الماضي (8980341) مخالفة بنسبة 63 في المائة منها لسائقين سعوديين مقابل 36 في المائة لغير السعوديين ، ولا شك أن كل هذه الأرقام والاحصائيات والحقائق تعتبر كئيبة جداً ونحتاج معها إلى المزيد من الرقابة المرورية وعدم التساهل في منح رخص القيادة خاصة للشباب ونحتاج إلى المزيد من التوعية المقننة والمركزة لعلنا نخرج من نفق هذه الأرقام إلى ساحة القيادة الناجحة للسيارات بعيداً عن المخاطر والحوادث .يا أمان الخائفين. آخر المشوار قال الشاعر: نامت جروحك وهي متوسدة كتفي خفت أتنفس ويصحو دمعي الغافي