لم تكن ليلة الخمسة الهلالية مقياساً حقيقياً لضعف النصر بل بالعكس كانت دليلاً واضحاً على تغيُر جلد النصر، فالنصر بشبابه وبكل ظروفه خرج من قمة الوسطى مرفوع الرأس بشهادة الجميع . أسألوا محمد عبدالجواد لماذا رفع عقاله في الاستديو التحليلي المصاحب للمباراة؟ اسألوا كل المحللين المحايدين كيف كان النصر الجديد ؟ هذا لا يجعلني ابخس حق الهلال في الفوز فقد قدم مباراة تكتيكية كبيرة جدا ،استطاع مدربه قراءة المباراة قبل أن تبدأ ،وهنا يحدث الفرق بين فريق وآخر ، بينما مدرب النصر اخفق في هذا الجانب خصوصا الشوط الأول فلم ينجح في اختيار العناصر المناسبة . شباب النصر في ليلة الخمسة قدموا روحاً وحماساً كبيراً جدا فقد تفوقوا على النقص خصوصا في الشوط الثاني، فمدرب النصر تنبه لوضع الهلال وأغلق ثغرة المحور بأحمد المبارك ، بعدها استطاع الفريق التحرر والانطلاق إلى الأمام حتى والهدف الرابع يُسجل إلا أن الإصرار والعزيمة قادتهم لتقريب النتيجة وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نتيجة ربما كان سيذكرها الشارع الرياضي طويلا . كانت مباراة ممتعة تليق بسمعة الكرة السعودية استمتع فيها العالم العربي ، أداء عالٍ من الفريقين، جمل تكتيكية مميزة تدل على قدرة اللاعب السعودي وتفوقه . مباراة الديربي هي العنوان الحقيقي لكرة القدم بالسعودية وبعيدة كل البعد عن المستويات الضعيفة التي رأيناها بدوري زين هذا الموسم ،مباراة النصر والهلال في كأس الأبطال أعادت الروح والأمل للكرة السعودية . كنت أتابع قبل أيام ديربي الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك وكنت أتمنى وقتها بأن يظهر لقاء النصر والهلال بنفس المستوى وقد تحقق لي ما تمنيت فثمانية أهداف في لقاء واحد ولقاء يعتبر هو المنتظر والأهم على الساحة السعودية من قبل المتابع الرياضي دليل على أنها مباراة للنجوم فقط . قدم النصر في ليلة الخمسة نجوماً شباباً قارعوا خبرة الهلال وتكامله ترى لو كانت الكفتان متساويتين هل كنا سنشهد لقاء أكثر إثارة وجمالاً ..؟ الهلال بالهدف الخامس حفظ لنفسه الفرصة الأكبر في ضمان التأهل للمباراة النهائية وهم يستحقون ذلك بلا شك فريق متكامل فنيا وإدارياً ويزخر بالنجوم المميزين هكذا شاهدت الهلال هذا الموسم . لن تكون مباراة الإياب سهلة ولن يستطيع النصر تحقيق نتيجة كبيرة كثلاثة صفر حتى يضمن التأهل في ظل تكامل الهلال واستقراره، من هذا المنطلق يفترض على الجهاز الفني النصراوي الدفع بأكبر عدد ممكن من شباب النصر حتى يكتسبوا الخبرة ، فاللقاءات الكبيرة دائما ما تكون سبباً مباشراً في اكتشاف النجوم. في مباراة الذهاب وبسبب النقص العددي للفريق قدم النصر نجماً صغيراً قادماً من درجة شباب النصر اسمه مصعب العتيبي ولم تكن مخاطرة كما كان يصفها البعض بل بالعكس كانت جرأة فنية تحسب للمدرب فقد قدم هذا النجم الصغير لمحات فنية جيدة وهو ينتظر الفرصة ومعه مجموعة ممتازة من درجة الشباب ، وهاهي الفرصة مواتيه لاكتشاف المزيد من النجوم في الفريق النصراوي . نفس الكلام ممكن ينفذه الهلال ويقدم في المباراة القادمة نجماً أو نجمين من شباب الهلال فحسم التأهل للمباراة النهائية مسألة وقت فقط . المباراة القادمة بين الفريقين لا تحتاج حكاماً أجانب لأنها مباراة ستكون بعيدة عن الضغوط والشحن النفسي وسيؤدي الفريقان مباراة للمتعة ، هي فرصة ايضا للجنة الحكام لاكتشاف حكام جدد يخدمون الكرة السعودية في المواسم القادمة .