القمة العربية التي تنعقد اليوم في مدينة سرت (الليبية) تواجهها تحديات كثيرة وخطيرة بشكل العدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي الفلسطينية والانتهاكات في القدس الشريف أبرزها ، حيث تخضع مدينة القدس إلى عملية تهويد شاملة مخططة ومنظمة ، من خلال التوسع في الاستيطان ومن خلال التطاول على المقدسات الذي تجاوز كافة الحدود مما يتطلب موقفاً عربياً قوياً تنتظره الشعوب العربية من قمة سرت. إضافة إلى ذلك فإن وحدة الصف العربي تحدٍ آخر يتطلب معالجة حاسمة من القمة من خلال معالجة كل الخلافات الجانبية من أجل مستقبل مشرق للأمة العربية يعكس قوتها ووجودها الفاعل على الساحة. كما أن هناك دولاً عربية تتطلع إلى دعم أشقائها لمعالجة قضاياها الداخلية التي أصبحت تشكل مصدر قلق لها فالأوضاع في العراق وفي لبنان واليمن والسودان تتطلب اهتماماً عربياً مكثفاً من أجل سلامة الجسد الواحد. وهناك قضية أساسية وهي قضية المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية وخاصة بين فتح وحماس حيث تجاوز الخلاف حدوده ليؤثر في الموقف العربي بصفة عامة ، كما أقعد هذا الخلاف الصف الفلسطيني عن مواجهة التحديات المحيطة به وبدأ يلقي بظلال التأثير على الأمن القومي العربي بصفة عامة .. إذن لابد من وقفة عربية لاصلاح هذا الخلل حتى يتفرغ العرب لقضايا السلام العادل والشامل الذي تمثل المبادرة العربية للسلام أفضل الفرص المتاحة لتحقيقه.