عندما تلثم الموجة حبات الرمل على شاطىء الليث ينساب لون الشروق ليرسم على صفحات الماء أجمل لوحة في دفء الشتاء ولهب الصيف ورطوبة المناخ. تتهادى قوارب الصيد لتفتح أبواب الأمل ليوم جديد تطل من خفقاته السواعد السمر مطلقة أشرعة الأمنيات أمام هفهفات النسيم مدشنة أحلام القادم بآهات الانتظار الخالدة فيتحول البحر إلى أرجوحة فرح يغمر الجميع بهدهداته. ترى أكان الحداء حصرا على جمل الصحراء عبر انسياق القوافل فاستعارت منه المراكب ذلك الموروث أم انه الاحلال العذب الذي لا يمثل الازاحة. انعكاسات لون السماء ترجمة لزرقة البحر الموشوم بالسؤال: هل في البحر متسع لاحلام العودة؟ على شواطىء الليث يحلو سمر الصيادين وهم يؤكدون الوداع بيقين اللقاء تلويحة القلب (الموجوعة) تغزل دقات الخوف التي نسجها غدر البحر عندما يقول : بمثل تعودي العطاء أدمنت الأخذ.. وتصفق له كفوف اللقاء الواقفة مرددة (سلموا سالم) وينساب صوت الوجل في غناء يشبه الشكوى والتظلم يصدح به صوت عجوز تقف على شاطيء البحر منذ عشرين عاماً لم تكف معاتبة البحر والغناء يترجم لوعة الفناء. يابحر أنا بشكيك على رب عالي وأوضحك للحق لا قد كتبنا أفنيت وكم افنيت من حب غالي من بعد راحو الأربعة وافتقدنا هوت بي الدنيا وهز الجبالي وأمس البكا في دار شام ويمنا والأربعة ما كف عنهم سؤالي كلن يقول عن علمهم ما علمنا من شبتي الين كامل شبابي ما هو الذي منك يا بحر قد كسبنا تصبيرة حتى اللقاء يقول شاعر الكسرة أو تقول الكسرة كما تعارف عليه محبو هذا اللون الشعبي الجميل والله لولا الحياء والخوض لا نقزك ياحوش خير الله وانهب لطيف الحشاء والجوف ابو خديدات ما شاء الله قد يظن البعض ان كلمة ما شاء الله الواردة في عجز البيت الثاني لهذه الكسره تسبيح والحقيقة انها تعني جنيه الذهب المعروف بجنيه ما شاء الله اذ ان هذا الجنيه المسمى ما شاء الله من العملات المتداولة في المدينةالمنورة في القرن الثاني عشر وكانت هناك العديد من العملات الذهبية والفضية التي يطلق عليها مثل هذه المسميات مثل ما شاء الله وعلى الله وغيره.