(سن زرافة) كتاب صدر للاستاذ الإعلامي والكاتب والصحفي معالي السيد اياد بن أمين مدني وزير الثقافة والإعلام السابق جمع فيه رحيق ما سطره قلمه المتدفق علماً ومعرفة، رصداً وتحليلاً، فكراً واستنارة، من مجموعة ما نشره من (مقالات وأوراق) عبر الصحف اليومية ومشاركاته في الكثير من المؤتمرات والندوات والمناسبات. وتوخى الكاتب في ما جمعه من مقالات وأوراق في هذا الكتاب الوحدة الموضوعية في تسلسلها المقصود دون التقيد بتواريخ النشر في ذلك، وقد جرى اختصار ما يقتضيه واقع الحال من اشارات أو فقرات ذات صبغة وقتية زائلة، ودمج المقالات ذات المواضيع المتشابهة في سياق واحد، واضافة هوامش لمزيد من الايضاح. وقد قسم الكاتب اصداره الذي جاء في ثلاثمائة وسبعين صفحة من الحجم المتوسط الى قسمين رئيسيين تناول في الأول مجموعة المقالات التي نشرها فيما خصص القسم الثاني للأوراق والتعقيبات التي تطمح إلى تعريف معالم الوصول الى فكر مستقل معاصر وأصيل خارج الدوائر التي يعيشها العالم العربي نهضته الحديثة، وتبدأ أوراق هذا القسم الذي جاء مجملاً في أربعة فصول رئيسية بسؤال (النفط) وتنتهي بسؤال أل (هنا). فيما قسم القسم الأول الى ثلاثة فصول ضم الأول مقالات تناولت الكيفية التي ينظر من خلالها المجتمع الى هويته وكيف يراها ويعرِّفها ويمارسها. فيما تخاطب مقالات الفصل الثاني المحددات التي تؤطر لحركة المجتمع في المملكة، في الوقت الذي تتوجه فيه مقالات الفصل الثالث الى الدوائر العربية الإسلامية التي تتأثر وتؤثر في الحراك المجتمعي في المملكة، وتبدأ هذه المقالات ب (زرافة وسنها المخلوع) وتنتهي ب (وقفة تأمل فيما بعد). وضمَّن الكاتب محتويات الفصل الأول الذي عنون له بسؤال (من نحن؟) سبعة مقالات كان قد نشرها في أزمنة متفاوتة لكن جمعت بينها وحدة الفكرة وهي سن زرافة، خيمة مايكل جاكسون، اعترافات كاتب، مفهوم القبيلة، مجتمع أرخبيلي، سؤال الهوية وهل التنمية هوية؟. أما الفصل الثاني والذي جاء تحت عنوان (المحددات) فقد تضمن طرح أربعة مواضيع كانت محاور مقالات سابقة وهي (أصحاب الفضيلة، الاجتهاد الأصيل الفاعل، ما معنى الاتباع؟، والأصالة والمعاصرة). فيما اشتمل الفصل الثالث تحت عنوان (العرب والمسلمون) على ثمانية مواضيع هي (الانبهار، إلى اليسار در، الرعية، النموذج، أهل الخليج، أبو الخيزران، التسوية، وتركيا). وخصص الكاتب القسم الثاني الذي كما أشرنا أنه جاء في أربعة فصول رئيسية خصصت للأوراق التي شارك بها في بعض الندوات والمؤتمرات والمناسبات المختلفة حيث ضمن الفصل الأول الذي عنوَّن له (مع النفط والفكر) مشاركته بالورقة الرئيسية في ندوة أقيمت ضمن مهرجان الجنادرية الثامنة حول (النفط والفكر في منطقة الخليج العربي كما أورد ضمن هذا الفصل الورقة والمداخلات التي كانت بشأنها من قبل الدكتور عبدالعزيز جلال والدكتور محمود محمد سفر والدكتور عبدالله الحامد، والاستاذ عباس صالح والاستاذ عبدالكريم العودة. فيما أورد في الفصل الثاني وتحت عنوان (بين النظرية والتطبيق) تعقيبه على ورقة الأستاذ محمود أمين عالم حول الفكر العربي بين النظرية والتطبيق في مهرجان القرين الثقافي الذي نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في نوفمير 1997م، تحت شعار (الفكر العربي المعاصر.. تقييم واستشراف). كما أورد في الفصل الثالث مداخلته في محور (نحو نظام ثقافي عربي جديد) الذي جاء ضمن مؤتمر (مستقبل الثقافة العربية في ظل المتغيرات العالمية) الذي دعت إليه الهيئة المصرية العامة للكتاب وقدمت له الدكتورة سعاد الصباح، وجاءت مداخلة مؤلف هذا الكتاب بعنوان (نحو نظام عربي جديد: وقفة عند ال (نحو). أما الفصل الرابع والأخير من القسم الثاني والذي جاء بعنوان (مفهوم الهجرة) فقد أجاب من خلاله الكاتب مع كل من الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز والأستاذ محمد حسين زيدان والأستاذ عزيز ضياء على سؤالين طرحهما د. بدر كريم تحت عنوان عريض هو (.. وانتهى عام.. وأقبل عام آخر..) والسؤالان هما : كيف مر عام 1401ه، وماذا يحمل العام الهجري الجديد 1402ه من أحداث؟.. وذلك من خلال حوار أجرته (عكاظ) مع الشخصيات آنفة الذكر يستفسرهم فيه عن اجاباتهم بهذا الخصوص ونظرتهم إلى الأمور التي طرحتها الأحداث في تلك الفترة وما هو أسلوب تفكيرهم؟. واختتم المؤلف كتابه بموضوع تساؤلي كان محوراً لأحد أفكاره وقراءاته في واقع الحراك الثقافي حيث كان (سؤال ال (هنا) هو خاتمة مطاف اصدار رائع كروعة مؤلفه ومليء وممتع بيد أنه لرجل لا يتسع المجال لوصفه كمثقف أو إعلامي أو كاتب أو وزير أو عالم أو .. أو.. أو.. فلا ينصف الوصف إلاَّ أنَّه (إياد مدني).