افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أمس مكتب التراخيص والاستثمار بمكةالمكرمة الذي أنشأته الهيئة مؤخراً بمخطط الفيحاء بمكةالمكرمة. وكان في استقبال سموه عند وصوله إلى مقر المكتب معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار ووكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخضيري ووكيل وزارة التجارة للتجارة الداخلية حسان بن فضل عقيل ورئيس جهاز الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكةالمكرمة محمد العمري وأعضاء مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة والآثار ولجنة السياحة والآثار ومدير المكتب عبد الله الصواط . وقد بدئ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بالقرآن الكريم. ثم شاهد سموه والحضور عرضا مرئيا عن انجازات المكتب ومهامه وأعماله ومدى العلاقة ما بين الهيئة وشركائها في القطاعين العام والخاص. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز كلمة أبرز من خلالها التعاون البناء الذي تحقق ما بين الهيئة وشركائها في القطاعين العام والخاص للوصول إلى أفضل المعايير التي تسهم في الحفاظ على صناعة السياحة والفندقية بالمملكة منوهاً بالاهتمام الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية حفظهم الله بالآثار التاريخية والإسلامية ودعمهم الدائم لأعمال الهيئة ومناشطها مما مكنها ومازال يمكنها من تحقيق أهدافها المرجوة منها. بعد ذلك تجول سموه داخل المكتب واطلع على أقسامه وما زود به من إمكانات وأجهزة واستمع إلى شرح مفصل عن المهام والإجراءات والأعمال التي يقوم بها فيما يتعلق بإصدار التصاريح للدور المفروشة والفنادق والتسهيلات التي يقدمها للمستثمرين. إثر ذلك قام سموه بزيارة لمصنع كسوة الكعبة المشرفة ومتحف عمارة الحرمين الشريفين والتقى بمقر المصنع معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين ونائبه لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم ومدير المصنع محمد بن عبد الكريم القويفلي ومدير متحف عمارة الحرمين الشريفين عبد المحسن السلمي وعدد من المسؤولين. وقد رحب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بسموه وشكره على هذه الزيارة لمصنع كسوة الكعبة المشرفة ومتحف عمارة الحرمين الشريفين. وتجول سموه في أقسام المصنع المتمثلة في أقسام الحزام والطباعة والإعلام والصباغة والنسيج الآلي والنسيج اليدوي واطلع على ما يشتمل عليه المصنع من إمكانات ومعدات واليات لصناعة كسوة الكعبة المشرفة واستمع إلى شرح مفصل عن مراحل الكسوة والمواد الخام المستخدمة فيها وذلك من قبل القائمين على المصنع. اثر ذلك قام سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بجولة على معرض عمارة الحرمين الشريفين واطلع على ما يشتمل عليه من مقتنيات أثرية وتاريخية للحرمين الشريفين وما يتضمنه من مجسمات وصور فوتوغرافية تحكي عن تطور عمارة الحرمين الشريفين والمراحل التي مرت بها ومنها عمارة وتوسعة الحرمين الشريفين في العهد السعودي حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهم الله. كما زار سموه متحف مكةالمكرمة للآثار والتراث حيث التقى مدير المتحف عبد الرحمن الثبيتي وتجول سموه في أقسام وأجنحة المتحف واطلع على المقتنيات الأثرية المختلفة التي يضمها المتحف التي تم جمعها من مختلف مناطق المملكة بصفة عامة ومن مكةالمكرمة بصفة خاصة وتبلغ مساحته (3425م2) . ويضم المتحف بين جنباته تاريخ مكةالمكرمة منذ فجر التاريخ حتى هذا الحاضر الزاهر وذلك خدمة لتراث المملكة العربية السعودية وتاريخها وحضاراتها بعامة، ومكةالمكرمة على وجه الخصوص. ويشتمل المتحف على عدد من القاعات تحتوي على العروض المتحفية و مجموعة من القطع الأثرية والتراثية والمسكوكات والنقوش والكتابات الحجرية، إضافة إلى مجموعة من الوثائق والأدوات التعليمية القديمة، كما يضم المتحف مكتبة وقاعة محاضرات.بعد ذلك قام سموه بزيارة لقصر السقاف التاريخي بحي المعابدة بمكةالمكرمة. وفي نهاية الجولة قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز (إن المملكة مهتمة بشكل بالغ بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو والنائب الثاني -حفظهم الله- بالتراث الإسلامي للمملكة حيث أصدرت العديد من الأوامر التنظيمية والتطويرية في هذا المجال لحماية هذا التراث الإسلامي العريق والعناية به عناية خاصة مشيرا إلى أن الهيئة تسير وفق هذه التوجيهات الكريمة للمحافظة على التراث الإسلامي والتاريخي). وأبان سموه في تصريح صحفي أن الهيئة اهتمت بتطوير خدماتها من خلال استخدام التقنيات الحديثة والمتطورة والخرائط الرقمية في العديد من المواقع التاريخية والإسلامية وتحقيق التواصل البناء مع كافة المواطنين والزائرين وتوثيق المواقع الإسلامية والتاريخية في هذه البلاد المباركة . وأوضح سمو الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة تقوم بتنسيق تام وكامل مع العديد من الجهات لتنفيذ عمليات المسح الشامل لمواقع التراث الإسلامي بمكةالمكرمة والمدينة المنورة وفق منظومة منهجية علمية ومنظمة كاشفا سموه عن قيام الهيئة حاليا بتنفيذ مشروع متكامل يتعلق بتتبع الآثار للطرق التاريخية والتي منها طريق زبيدة بمكةالمكرمة حيث تعمل الهيئة على توثيق هذا الطريق مشيراً إلى أنه تم الانتهاء بنسبة خمسين في المائة من توثيق هذا الطريق إلى جانب سعيها إلى تنوير هذه الطرق لتكون مسارات سياحية للجميع.