تفشت في الآونة الأخيرة ظاهرة غلاء الأسعار في المواد الغذائية وغيرها من الأدوات والمنتجات الرئيسية، وتداول أفراد المجتمع الحديث عنها وعن أضرارها وتأثيرها على دخل الأسرة، ونسوا أن ذلك مما اقترفته أيديهم.. قال تعالى }يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين|. كانوا في حفلات الأفراح يكثرون من الموائد ومد طاولات (البوفيه) المفتوح.. والباقي رغم كثرته يذهب إلى (سلة المهملات) وفي العزائم والولائم التي تقام للأرحام والمقربين تذبح الذبائح وتكون زائدة عن القدر الكافي ويكون فيها تجاوز الحلال إلى الحرام للمفاخرة والرياء والسمعة، وفي المنازل يكثرون من تنويع المائدة مما لذ وطاب وبعد الانتهاء من تناول الطعام نجد أن هناك صحوناً ممتلئة بالطعام ولم يتناولها أحد وبدلاً من وضعها في الثلاجة تجمع مع باقي الفضلات!!. وفي المدارس تجد بعض الطلاب ينوعون في شراء الوجبات الغذائية يأكلون ما يأكلون ويلقون ما تبقى في الفناء أو على الطرقات !!. لماذا لم نحافظ على النعمة؟ لماذا لم نحترمها؟ إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. فكثرة المعاصي والذنوب والكفر بالنعمة من الأسباب الرئيسية في زوال النعم عن الأمم!. وقد ضرب الله عز وجل لنا مثلاً عن قوم سبأ حيث قال :}ولقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم وأشكرو له بلدة طيبة ورب غفور|. وعندما أسرفوا وتكلفوا قال فيهم }فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور|، فيجب علينا أخذالعظة والعبرة وعدم الوقوع في أخطاء من قبلنا.. اعتدلوا في أفراحكم.. واعتدلوا في ولائمكم ومنازلكم. من غير ما بنفسه من سوء فتاب وأناب وأقبل فتح له الباب قال تعالى }والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا|. صاحب النعمة تدوم عليه نعمته مالم يغيرها بكفران ويبدلها بجحود، والنعمة باقية على صاحبها حتى يتوب عن إعراضه ويعود من إسرافه وتبذيره. ولن يتغير شيء حتى تغيروا ما بأنفسكم. أمين أحمد مكة المكرمة