يقول المثل (اذا كبر ابنك خاويه) ويقصد من هذا المثل أن على الاباء أن يكونوا على بينة من ذلك ويدركون بأن الابناء لم يعودوا اطفالا.. وان على حضرات الاباء ان يغيروا من طريقة معاملتهم لابنائهم عندما يكبرون ومن هنا يتحول الابن الى منزلة الأخ فيحترمه الأب ويتعامل معه على انه شخصية ناضجة وواعية ومدركة لكافة الامور ولم يعد صغيراً ولكن الواقع الذي نراه اليوم والحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان تقول ان العديد من الاباء يصرون على معاملة الابناء حتى بعد ان يكبروا على أنهم لازالوا اولئك الاطفال الذين يجب اتخاذ القرارات بالنيابة عنهم وانهم لازالوا صغاراً لا يعرفون مصلحتهم، وأن الاب هو الوحيد الذي يعرف مصلحة ابنه. ومن هنا نجد في بعض الاحيان تمتد وصاية الاباء الى الابناء المتزوجين فنجد الابن المتزوج يعاني من سيطرة والده على شئون حياته بداية من اختيار تخصصه الدراسي ومروراً باختيار العروس المناسبة له، ووصولاً الى التدخل في كافة تفاصيل حياته مع ان لكل زمان افكاره وتقاليده وعاداته التي تتغير وليس المفروض ان يتحول الابناء الى نسخة طبق الاصل من الاباء. والسؤال الذي أود طرحه هنا: لماذا يتدخل الاباء بهذه الطريقة على الابناء؟!. ولماذا لا يترك الاب لابنائه حرية التعبير والاختيار عما يجيش في نفوسهم؟!. ولماذا لا يعطون لهم الفرصة لكي يخطئوا ويتعلموا من الخطأ حتى يكتسبوا الخبرة؟!. فالاباء يريدون أن يسير ابناؤهم على خط مستقيم لا انحراف عنه.. ولكن عليهم أن يتدخلوا عند الضرورة لارشادهم الى الصح والخطأ وتقويمهم التقويم السليم ولكن بأسلوب مقنع وليس بأسلوب فرض الرأي واصدار الأوامر بالقوة. وعليهم (وأقصد هنا الابناء) ان يستمعوا وينصتوا لاراء ابائهم ومحاولة مد جسور الثقة في أنفسهم حتى تنمو بداخلهم الرقابة الذاتية التي ستصحح فيما بعد من سلوكياتهم، أما اسلوب الرقابة الشديدة وفرض الرأي فلن يثمر الا عن أشخاص مريضين نفسياً، غير قادرين على اتخاذ القرار. ولكن من وجهة نظري لا بد أن يكون الأهل قدوة للابناء من خلال تصرفاتهم لأن الابناء عندما يرون الاباء والامهات يعاملونهم بطريقة جيدة ويتصرفون معهم باسلوب راقٍ ولائق فانهم سيقلدونهم تماماً لانهم سيكونون محصنين ضد أي أفكار أو سلوكيات شاذة أو غريبة على المجتمع خاصة ونحن نعيش في زمن تتزايد فيه المغريات وتتنوع فيه الثقافات التي نتائجها لاشك ستكون وخيمة. ولذا فعلى الاباء ان يعرفوا تماماً ان أفضل اسلوب للتربية هو اسلوب مصادقة الابناء والتفاهم معهم والحوار الهادف ومنحهم الثقة في تصرفاتهم مع المراقبة من بعيد والتدخل في الوقت المناسب مع عدم نسيان المثل القائل (إن كبر ابنك خاويه) والله من وراء القصد. همسة: إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم