تلك هي مباريات الكؤوس، والنهائيات على سبيل التحديد، تحتاج لقدر كبير من الحظ أولا ثم الكفاية الفنية، ويوم أمس الاول حضر الاهلي بكل عنفوانه، غير أنه افتقد لثلاثي مهم متمثلا ب (الجاسم وكانو وسيف)، ورغم أن الاخير أقل تماسكا من جفين، الا إن التأثير الفني وضح تماما، وربما يكون فارياس قد عانده الحظ وخانته شجاعته حين اشرك مالك معاذ، والذي يعيش تدهوراً واضحا في مستواه وحاسته التهديفية غائبة تماما. الأهلي لم يكن غائبا بل حضر بقوة وزاد اصراره حين سجل الهدف الاول عن طريق سفاحه فيكتور، ولعب كرة سهلة أعادت أهلي الثمانينيات مجددا، لكن أهلي تلك الحقبة لم يكن ليخسر الا في النادر والنادرجدا، وجاء تصريح رئيسه العنقري متعقلا كما لو كان يحسب مثل هذه الحسابات قبل أن تدور عجلة اللقاء، فأشار الى الخبرة الغائبة عن أغلب لاعبي فريقه،وتحديدا في الخط الأخير وحارس المرمى، علما أنه أفضل الموجودين. نعم فارياس يتحمل الجزء الاكبر من الخسارة، بعد أن قطع الفريق نصف المشوار نحو هذه الكأس التي أرادت أن يكون الهلال سيدها، وأخطاء مدرب الاهلي تمثلت في تأخيره اشراك الجيزاوي، واخراجه السفري الذي لعب مباراة كبيرة تفوق عمره وهو يراقب بعناية كبيرة آخر صانعي الالعاب في جل الفرق السعودية (نيفيز) بل شكل له ازعاجا منعه المتعة والتمرير أو التصويب البعيد، الى جوار اصراره على اللعب من الجهة اليمنى التي تواجد فيها الشلهوب والزوري والسويدي ويلي هامسون، رغم بطء المسعد، وبعد مالك عن المساندة، اضافة الى انفصال الوسط الاهلاوي عن الهجوم، ما مكن أسامة هوساوي والمرشد من القضاء على خطورة فيكتور تماما. خسر الاهلي ولم يكن سيئا بل خانت مدربه بعض الافكار الواضحة فغالي في الهجوم في مباراة كأس لا تحتمل المساحات الشاغرة، ولا كثرة التمريرات، بل لم يلعب الفريق سوى بطريقة واحدة، ظلت مقروءة للاعبي الهلال ومن خلفهم مدربهم في الخارج، والدليل حين زج بالشلهوب في الجهة اليمنى للأهلي، حتى أن المسعد لم يشاهد خارج نصف ملعب الاهلي الا في النادر والنادر جدا.انتهى اللقاء بدقائقه ال (93) ولم يكتب للاهلي أن يكون عريس تلك الليلة،ولكنه حتما استفاد ومدربه كذلك من كل ما حدث في تلك الامسية، ولكن هل من معتبر؟.