وقعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مؤخراً مذكرتي تفاهم مع الأكاديمية الصينية للعلوم , اختصت الأولى بإنشاء مركز مشترك للمورثيات يتولى دراسة المورثيات في مجال الزراعة والصحة والبيئة , فيما كانت الثانية عن التعاون بين الطرفين في المجالات العلمية ذات الاهتمام المشترك. وجاء توقيع هذه المذكرات في إطار زيارة نائب الرئيس التنفيذي للأكاديمية الصينية للعلوم البروفيسور لي بي يرافقه وفد عالي المستوى من نواب الأكاديمية ومشرفي مراكز البحوث لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. وقد بحث المسؤول الصيني أوجه التعاون المختلفة في مجالات العلوم والتقنية بين البلدين فضلاً عن الاستفادة وتبادل الخبرات العلمية بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمراكز البحثية الصينية ذات الباع الطويل في هذا المجال. ويتضمن مشروع التعاون مع معهد بكين للمورثيات المتمثل في موروث النخيل بالمملكة تتبع وفك شفرة تسلسل الحامض النووي في الأنواع المختلفة من النخيل، وإعداد الخريطة الجينية لجينوم نخيل التمر، فضلاً عن إعداد أول بنك معلوماتي لجينوم النخيل؛ وذلك من أجل التحكم في آفة سوسة النخيل الحمراء، إضافة إلى تغطية النقص المعلوماتي في مجال التنوع الوراثي للنخيل في المملكة, واكتشاف وتعريف الجينات المحددة للصفات الوراثية للنخيل, والمساعدة على تحسين وانتخاب سلالات من النخيل مقاومة للعديد من الأمراض. ويرتكز المشروع على ترسيخ البنية الأساسية لتحديد تتالي الموروث، وتحليل المعلومات الناتجة، بالإضافة إلى استكمال بناء مختبرات التغذية والاستقلاب، ومختبرات التهجين الوراثي والتقنية الحيوية؛ حيث تم إنشاء مكتبة لمورثات النخيل باستخدام نواقل الفوزميد، إضافة إلى قاعدة موروثية ومعلوماتية حيوية. الجدير بالذكر أن توقيع المذكرتين يأتي امتداداً للتعاون السعودي الصيني في مجالات علمية وتقنية, حيث استقبلت في وقت سابق مدينة العلوم والتقنية فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية هوجينتاو الذي أشاد بالمشروع البحثي السعودي الصيني المشترك, وعبر عن تطلعه لتطوير التعاون العلمي بين الحكومة الصينية وحكومة المملكة العربية السعودية في مجالات عدة أثمرت عنها هاتين المذكرتين.