قدم نائب وزير الخارجية الكوبي ماركوس فيرمين كوستا خلال زيارته للغرفة التجارية الصناعية بالرياض أمس عرضاً للموارد الاستثمارية الطبيعية والبشرية والبيئة الاستثمارية الجديدة في بلاده في ظل الانفتاح الذي تشهده. وقال ماركوس في تقديمه الذي حضره نائب رئيس الغرفة المهندس سعد المعجل وبحضور عدد من السفراء إن أهم الموارد التي تعتمد عليها كوبا لانجاز مشروعها التنموي في ظل المتغيرات التي تشهدها هي الموارد البشرية مشيراً إلى أن في كوبا اليوم نحو مليون من خريجي الجامعات المتميزين في مختلف التخصصات وبالأخص الكادر الطبي حيث يوجد نحو 71 ألف طبيب بالإضافة إلى 21 ألف طبيب كوبي يعملون في فنزويلا. وقال (إن بلادنا قد بدأت بناء روابط خارجية متينة مع عدد دول في أمريكا اللاتينية ودول أخرى تقوم على ترجمة هذه الميزة في الكادر البشري إلى مشاريع مشتركة داعياً رجال الأعمال السعوديين إلى الالتحاق بهذه المشاريع عبر شراكات معهم). وأضاف (إن كوبا مرت بفترة عصيبة خلال السنوات 1990/1995 حيث اكتشفوا أنهم فقدوا 89% من تجارتهم الخارجية بعد أن كانوا جزءاً من فضاء الاتحاد السوفيتي السابق لكنهم تمكنوا من اجتياز تلك الفترة العصيبة عبر وحدة الشعب التي أنقذت البلاد من شبح الجوع مبيناً أن اكبر واهم قرار اتخذوه يتمثل في فتح البلاد علي الاستثمار الخارجي وأنهم ماضون الآن في طريقهم لتحسس الشراكات المفيدة مع كل دول العالم وفي هذا الإطار أعاد التأكيد بأنهم في انتظار السعوديين بسوق مفتوحة وموارد بشرية واستثمارية واعدة). وأوضح وزير الخارجية إن الأزمة المالية العالمية شكلت ضغطاً على كوبا بالإضافة إلى ضغوط المقاطعة الأمريكية القاسية كما أن بلاده قد شهدت ثلاث كوارث طبيعية خلال شهر واحد. مشيراً إلى أن عليهم بذل جهود مضاعفة لتنشيط الاستثمار الزراعي لان الغذاء يمثل الآن اكبر فاتورة لوارداتهم. وبين أن جميع مداخلات ومركبات النقل والمواصلات كانت تستورد من الاتحاد السوفيتي وهذا القطاع يواجه تحديات كبيرة ويمكن أن تشكل مجالاً جيداً للاستثمار مشيرا بان بلاده استقبلت خلال العام 2009م نحو 2.5 مليون سائح معظمهم جاءوا من كندا وأوربا وأمريكا اللاتينية ويتوقع في السنوات القادمة مزيداً من السياح إذا تحسنت الخدمات الفندقية والإيوائية كما أن الطاقة النفطية والكهربائية وخدمات المقاولات والخدمات الصحية والتعليمية تشكل أولويات استثمارية جاذبة عبر العلاقات الوطيدة مع فنزويلا والصين وروسيا واسبانيا والبرازيل وكندا بالإضافة إلى علاقات متنامية مع إقليمي الشرق الأوسط وأفريقيا. ورحب المهندس المعجل برغبة كوبا في الشراكة ورحب بالسفراء الحاضرين وقال (إن كوبا تمثل بوابة مهمة لدول أمريكا اللاتينية ونحن متفائلون بالمتغيرات التي تتم بوتيرة متسارعة حول العالم ونتابع ما يحدث من تطور على صعيد العلاقات الأمريكية الكوبية ومن المؤمل أن تجد هذه المؤشرات مزيداً من الدفع والتشجيع من جانب كوبا لتأخذ فرصتها في النمو والتطور في هذه الشراكة العالمية المتعاظمة). وأكد المعجل (أن الموارد البشرية تدخل ضمن أولويات واهتمامات المملكة وسيتم العمل على دراسة الموارد المتاحة من جانب كوبا في هذا المجال مشيراً إلي أن للملكة نحو 90 ألف طالب يدرسون في الخارج). وقد شهد اللقاء مداخلات من السفراء الحاضرين ومن الجانب السعودي ختمها المسئول الكوبي بتأكيد الدعوة إلى زيارة بلاده لاكتشاف الفرص الاستثمارية عن كثب.