أوضح معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزاز بن عبيد مدني أن العمل السياسي لا يكتمل إلا بوجود وسائل وأدوات ومقومات موسوعية وثقافية واقتصادية يتعاطى معها الدبلوماسي السياسي لخلق وإيجاد بيئة تعينه للوصول إلى أعلى درجات وسلم العمل الدبلوماسي . وشرح الدبلوماسي نزار مدني في (دبلوماسي من طيبة) خارطة الطريق للعمل الدبلوماسي التي أوجزها في ستة منطلقات أساسية وركائز مهمة للقيام بالعمل الدبلوماسي بأفضل صفة فجاء الالتزام بالقيم الإنسانية والأخلاق كأهم عنصر من العناصر التي يجب توفرها في الدبلوماسي وصنوها في ذلك الصبر والتحمل وعدم التسرع ، وكذلك من ضمن خارطة الطريق التي طرحها السفير في محاضرته بوزارة الخارجية أمس حب العمل والتفاني فيه والاهتمام به ، وفسر ذلك بأن الانسان إذا أحب عملا اتقنه وسعى من أجله وأخلص له . كما عدّ معالي وزير الدولة في محاضرته التي ألقاها في مبنى وزارة الخارجية أمس وضع الأهداف المستقبلية من المنطلقات المهمة التي تؤسس مرتكزاً للعمل الدبلوماسي التي ينظر من خلالها بواقعية وبعملية ، مشدداً على ضرورة أن يضع الدبلوماسي الأهداف بشكل واضح ، مشيراً إلى أن رسم الأهداف من شأنه تحقيقها وأن العمل بدون هدف نهايته الفشل. ونوه معاليه في كتابه إلى كيفية التعاطي مع المشكلات وطريقة حلها سواء كانت هذه المشكلات كبيرة أو صغيرة كما عدّ تثقيف الذات من أهم العوامل التي تساعد الدبلوماسي على تحقيق أهدافه والأهداف المطلوبة منه أثناء تأديته في عمله. وبين الدكتور نزار مدني أن الدبلوماسية السعودية مرت بمراحل كثيرة تخللها العديد من الطورات المتسارعة في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم مشيراً إلى أن الدبلوماسي السعودي كان فيما سبق ذو مهام محدودة ولكن مع هذا التطور فإن العمل الدبلوماسي أصبح يتطلب منظومة من المعارف التي خرجت بطابعها عن الجو السياسي فأصبح الدبلوماسي يمارس مهامه الدبلوماسية ضمن إطارات تجارية وثقافية واقتصادية وبيئية وإعلامية وقضايا أخرى لا تقل أهمية عما سبق حيث أصبح الدبلوماسي الحالي متشعب المطلبات الأمر الذي يؤدي به إلى مزيد من الإحاطة في مثل هذه الجوانب والاستفادة من الخبرات في القطاعات في المجتمع. كتاب (دبلوماسي من طيبة محطات في رحلة العمر) لمؤلفة معالي الدكتور نزار عبيد مدني كتاب من القطع المتوسط يقع في (479) صفحة ، وقد قسم المؤلف الكتاب لست محطات حملت المحطة الأولى عنوان : الجذور والتي كانت في المدينةالمنورة ثم المحطة الثانية بعنوان : التحول وكانت في القاهرة أما المحطة الثالثة فهي بعنوان التأسيس وكانت في جدة والرابعة بعنوان : التأهيل وكان من واشنطن أما المحطة الخامسة أيضاً في جدة حيث الإنطلاق كما سماها الكتاب والمحطة الأخيرة فكانت في الرياض وحملت عنوان : الحصاد ، اما الجزء الأخير من الكتاب فخصصه لبعض الصور التي تحكي مسيرته العمرية والعلمية حضر المحاضرة صاحب السمو الأمير السفير محمد بن سعود بن خالد مدير عام مركز المعلومات والدراسات وصاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد وكيل وزارة الخارجية ، وصاحب السمو الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الاطراف ، وعدد من المسؤولين في وزارة الخارجية ، وتم في نهاية المحاضرة تسليم درع للمحاضر الدكتور نزار عبيد مدني قدمه له صاحب السمو الأمير محمد بن سعود بن خالد مدير عام مركز المعلومات والدراسات في وزارة الخارجية . الجدير ذكره أن المحاضرة تحمل اسم ( لقاء المعرفة) الذي ينظمه ويشرف عليه مركز المعلومات والدراسات بوزارة الخارجية ، ويأتي هذا اللقاء بمبادرة من مركز المعلومات والدراسات في إطار اهتمام المسؤولين بالوزارة وتماشيا مع أهداف المركز بتفعيل الدور الثقافي لمكتبة الوزارة ونشر ثقافة الحوار لدى منسوبيها وتأكيدا للدور الذي يجب أن يقوم به الدبلوماسي السعودي من خلال التعرف على الثقافات المختلفة والاستفادة من العلوم والمعارف المتنوعة ، كما تقوم فكرة ( لقاء المعرفة) على استضافة نخبة من رجالات ونساء الوطن من أهل الفكر والمعرفة للحديث عن أبرز مؤلفاتهم وأعمالهم الفكرية وعقد ملتقيات ثقافية لمناقشة موضوعات متعددة ذات صلة بعمل وأنشطة الوزارة