كلٌّ منا معرض للسهو أو للغو ولسنا بمعصومين لأننا بشر نصيب ونخطيء نقسو ويُقسى علينا والجميل لا يكمل والكمال لله جل شأنه، قال تعالى : (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها). لندع كل الامور ولندرك أهم ما فيها وهو (أنا وأنت ونحن) أي الذات فينا ليتصالح كل فرد مع ذاته يخلد في عزله مع نفسه ويبصر حقيقتها هل هي أمارة بالسوء تحب كل شيء أن يكون ملكها تنشد الكبرياء والتعالي وتظن أنها الأجدر بالمكانة عن غيرها من الناس. لها السيطرة والشموخ وكل ما تطمح فيه تجده. أخي الإنسان ان كانت هذه هي نفسك وهذا احساسك وشعورك بها. فإنها نفس آثمة وأمارة بالسوء وطاغية وعليك محاسبتها في الدنيا قبل أن تحاسب في الآخرة لا تيأس وأبدأ بمحاكمتها متمسكاً بقوة الايمان بالله تطبق أوامره وتجتنب نواهيه. تدنو منه ليغفر لك. تعترف وتقر بأنك أذنبت في حق نفسك ولست وحدك بل كلنا مذنبون. فأعمالنا وأقوالنا وخُطانا بل وضمائرنا لا تخلو من الاثبات والبراهين بأننا آثمون بطوعنا أو بعدم معرفتنا بقصد أو بدون. لنسدل الستار ونحتجب بأنفسنا عن كل ما يؤدي بها الى الحضيض الى الهاوية الى السيئة نعم لنتقي السيئات ونلوذ بكل ما أوتينا من صلابة وعزيمة ونهرول بعيداً جداً. نحترز ونحتاط ونخاف ان نفعل او نقع في السيئات قال تعالى (وقهم السيئات ومن تَقِ السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم) ان في اتقاء وتجنب السيئات بمحاسبة النفس واخضاعها لباريها رحمة لها وورع وفوز عظيم في الدنيا والآخرة تستقر حياتك وتطمئن وتكون إنساناً صالحاً في حياتك الدنيوية، وتنال رحمة ربك ومغفرته وتنال بارادته وقدرته وجوده جنته. كم نحن جميعاً بأمس الاحتياج لأن نصالح انفسنا وتصالحنا وكم هي أنفسنا في شوق وحنين لأن تذل وتخضع الى باريها تكن له ولتكن كما قال لها خالقها : (يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) صدق الله العظيم.