تبدأ قوافل حجاج بيت الله الحرام اليوم الأربعاء الثامن من شهر ذي الحجة 1430 ه في الصعود إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسط تكامل في الخدمات والإمكانات التي أعدتها مختلف الجهات المعنية بشئون الحج والحجاج وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله وبمتابعة دائبة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية , الرامية إلى تسخير جل الإمكانات والخدمات أمام وفود الرحمن ليتمكنوا من اداء مناسكهم وشعائرهم بكل يسر وسهولة وفي جو مفعم بالأمن والايمان. وأعدت قيادة أمن الحج خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكةالمكرمة إلى منى إضافة إلى تنظيم عملية حركة المشاة لمشعر منى. وجندت قيادة قوات أمن الحج جميع الطاقات الألية والبشرية من رجال الأمن لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى بمتابعة مستمرة وشخصية من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه وسمو مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية وبإشراف ميداني من مدير الأمن العام الفريق سعيد القحطاني لتيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم بعد عون الله وتوفيقه. وركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل لنقل حجاج بيت الله الحرام من وإلى المشاعر المقدسة.وستسهم المشروعات الحيوية والعملاقة التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذا العام بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بعون من الله وتوفيقه في انسيابية الحركة المرورية وتسهيل عمليات التصعيد والنفرة من وإلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وتعد المشروعات قراءة واضحة لما توليه القيادة الرشيدة من عناية واهتمام بوفود بيت الله العتيق وحرصها - أيدها الله - على تحقيق كل ما من شأنه توفير الراحة والطمأنينة للحجاج ليتفرغوا لأداء مناسك الحج وينعموا بالخدمات التي وفرتها الدولة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة . (الندوة) رصدت انطباعات بعض الحجاج في هذا اليوم المبارك والتقت بعدد من ضيوف الرحمن.. يقول الحاج : غلام محمد (55) عاماً في الواقع لاشك انني سعيد جداً وأنا متجه إلى مشعر منى مع اخواني حجاج بيت الله الحرام تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: (خذوا عني مناسككم) ويستطرد قائلاً: الواقع ان الكلمات والحروف تقف عند الحلق إذ تعجز عن وصف هذا الشهر العظيم الذي كم يتمناه كل مسلم على وجه الأرض كيف لا وقد قال رسول الهدى صلوات ربي وسلامه عليه (من حج ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ..) فهنيئاً للحجاج الذين يتوجهون اليوم صوب مشعر منى فعلى بركة الله وعونه الدائم. أجر ومثوبة وتقول الحاجة: مامي محمد (45) عاماً: حقيقة جزى الله خيراً زوج ابنتي التي وفر لي المال اللازم لكي أؤدي فريضة الحج لأول مرة في حياتي حيث كنت أحلم بذلك من زمن بعيد وكم كنت في صلواتي أسأل الله العلي القدير أن يمن عليَّ بحجة قبل الممات وفي هذا اليوم أتأهب مع بنتي وزوجها للذهاب إلى مشعر منى ، وأسأل الله العلي القدير أن يكتب الأجر والمثوبة لهذه البلاد الطاهرة ملكاً وحكومة وشعباً إزاء ما قدموه وبذلوه من جهد كبير لراحة حجاج بيت الله الحرام . حفاوة كبيرة الحاج: زاهر عبدالله (62) عاماً لم تسعفه الكلمات وغلبته الحيرة وكان هذا الموقف أصدق تعبيراً عما يجيش في صدره وأخذ يردد (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. وأضاف: لقد تركنا بلادنا طمعاً لما عند الله عز وجل لأن ما عنده خير وأبقى ، وفي الحقيقة وجدنا كل حفاوة وتكريم من قبل المملكة ورجالها المخلصين ولم نشعر بأي غربة على الاطلاق ، فخدمتهم تفوق الوصف والتعبير. حلم تحقق وقالت الحاجة: فاطمة أصغر (35) عاماً الحمد لله الذي اكرمني بهذا العطاء والفيض النوراني الذي كنت أحلم به منذ زمن طويل وقد تحقق ما كنت أصبوا إليه ، وكم هي فرحتي وأنا أقف على صعيد مشعر منى بين اخواني واخواتي ضيوف الرحمن الذين أتوا من كل فج عميق وانني أسأل الله جل وعلا أن يتقبل منا جميعاً حجنا وسعينا ودعائنا وصلاتنا وأن يكتب لنا الأجر الوفير إنه سميع مجيب.