تكتسب الزيارة الهامة التي يقوم بها اليوم الأحد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا للمشاعر المقدسة اهمية استثنائية من حيث دلالاتها وتوقيتها حيث تأتي كتأكيد جديد على أن المملكة العربية السعودية تضع أمن الحجيج في أولويات اهتماماتها الأمنية حيث تعمل حكومة المملكة ممثلة بولاة أمرها وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على تحقيق مقاصد الله من الحج بأن يتحقق للحاج في هذا البلد الطيب الأمن النفسي والأمن الروحي والأمن الحياتي (من دخله كان آمنا) بمعنى الأمن الشامل وكما حذر جل من قائل من العبث او احداث ما يعكر صفو الحجيج (ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) وباستيعاب لهذا المفهوم الشامل لأمن الحجيج تعمل حكومة المملكة وتسخر كافة الامكانيات يساندها في ذلك شعبها المدرك مسئوليته وواجبه تجاه ضيوف الرحمن وبالمقابل فإن المملكة لم ولن تسمح لأي كان دولة أو أفراداً توظيف هذا الركن العظيم من أركان الاسلام لخدمة أهداف سياسية خاصة أياً كانت هذه الأهداف أو الخروج بهذا النسك على الهدي الالهي وما بينه الشارع الحكيم محمد صلى الله عليه وسلم. وحقيقة الأمر فإن محاولات المزايدين بالاسلام من الافتراء على الله ورسوله بالقيام بأعمال تتنافى مع النسك وروح العبادة في الحج هي محاولة رخيصة وان تصدي المملكة لها لا ينطلق من دوافع سياسية أو أمنية دنيوية بحتة ولكنها تفعل ذلك اعمالاً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وبعيداً عن المواربة نسمي الأمور بمسمياتها بالمقصود هنا تلك الجهات التي ما تفتأ تحرض الحجاج القادمين منها على اثارة النعرات وتعكير صفو الحجيج وخلق المتاعب والمشقة لهم وهي أمور نهى الله عنها وحرمها في أماكن اقل قدسية من الأماكن المقدسة فكل ما يسبب مشقة للناس محرم وغير جائز فمابالك اذا كانت هذه المشقة اثناء اداء فريضة لها قدسيتها وفضلها العظيم وأهميتها بين أركان الاسلام كالحج. والتزاماً من المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً بما شرفها الله به من خدمة حجاج بيته الحرام وزوار مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم أعلنها سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز صريحة مدوية انه لا تهاون ولا مهادنة في أمن الحجيج مبيناً ان الأمر لا يتعلق بحرية فرد أو افراد ولكنه متعلق بمصلحة عامة لكل المسلمين الذين يؤدون هذا النسك سواء هذا العام أو أعوام قادمة مأمن الحجيج ثابت لم ولن يتغير. من حق اي مسلم أن يؤدي المناسك التي شرعها الله وبينها رسوله الكريم عليه افضل الصلاة والسلام وسار عليها سلف الأمة جيلاً بعد جيل في يسر وسكينة، لكن ان يطالب البعض بابتداع ممارسات لا تمت الى الدين بصلة وتسبب اقلاق الحجيج وزعزعة أمنهم وسكينتهم فهو الشيء المرفوض ليس من قبل المملكة وحدها ولكن من قبل كل مسلم حقيقي يستشعر عظمة وحرمة بلد الله الحرام في الشهر الحرام وحرمة أمن من وفد اليه وهو ما تجسده المملكة في خدمتها لضيوف الرحمن كوفود الى الله غير محدثين ولا مبتدعين. ان المملكة تقف ومعها كل المسلمين في مواجهة الممارسات الحمقاء التي تعبيء بها تلك الجهات بعض الحجاج ضد المملكة واستغلال تلك العقول التي مورس عليها التعطيل لاقناعهم بأن الهتافات والمسيرات الاحتجاجية وتعكير صفو الحجاج دين جديد جاء به أحفاد جدد لكل المسلمين الذين يحسدونهم عليه ويمنعونهم من ممارسته. وأخيراً أقول ان تلك الأعمال والتخرصات لن تثني المملكة عن القيام برسالتها الخالدة وواجبها الاسلامي الكبير تجاه ضيوف الرحمن وهاهي هذه الزيارة لسمو النائب الثاني تؤكد بوضوح حرص المملكة وتفانيها في خدمة الحرمين الشريفين وكل من يفد اليهما حاجاً أو معتمراً. (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض). بارك الله في كل الجهود الخيرة التي بذلها ويبذلها وطننا العزيزة في خدمة ضيوف الرحمن منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه وابناؤه من بعده رحمهم الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من مشاريع وانجازات عملاقة تتوالى وتوسعات متتالية للحرمين في مكة والمدينة وطرق سريعة وانفاق وجسور بالمشاعر المقدسة والتي يأتي من أهمها هذا العام جسر الجمرات الذي يسمح بمرور ثلاثمائة ألف حاج في الساعة. اننا نشعر بأهمية الحديث لكي نرد على كل التخرصات الواهية أمام شرف خدماتنا لضيوف الرحمن الكرام.