هوّن مسؤولون أتراك من انتخاب بلجيكي عرفت عنه معارضته لانضمام بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي رئيسا للتكتل، واستبعدوا أن تتأثر مباشرة مفاوضات الطرفين بهذا التطور الذي استقبلته الصحافة التركية بتشاؤم كبير. وكان هيرمان فان رامبوي المسيحي الديمقراطي قال قبل خمسة أعوام تقريبا عندما كان في المعارضة في بلجيكا مخاطبا مجلس أوروبا، إن (تركيا ليست جزءا من أوروبا ولن تكون أبدا جزءا منها)، لأن (القيم العالمية السارية في أوروبا والتي هي أيضا قيم أساسية للمسيحية ستفقد قوتها بدخول بلد إسلامي كبير مثل تركيا). لكن المسؤولين الأتراك وإن أقروا بأنهم ودوا لو انتخب شخص له علاقات جيدة ببلادهم كرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، كان لهم رد فعل حذر. وقال كبير المفاوضين الأتراك في محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأووربي إيغمان باغيس في بيان مكتوب الجمعة إن بلجيكا (تبنت عموما موقفا إيجابيا من توسع الاتحاد وأيدت طلب العضوية التركي). وأضاف أن (من المهم أن رامبوي وعد بأن يكون عادلا وموضوعيا في قضية طلب الانضمام). وكان رامبوي قال بعد انتخابه الخميس عندما سئل عما إذا تراجع عن مواقفه السابقة من تركيا، إن آراءه الشخصية غير مهمة، وإنه سيحاول تحقيق أكبر قدر من الإجماع بين الدول الأعضاء. وأبدى نائب المسؤول عن العلاقات الخارجية في حزب العدالة والتنمية الحاكم سوات كينيكليوغلو أمله في أن يراجع رامبوي مواقفه على المدى الطويل، لكنه قال إنه ليس متفائلا بذلك. وقال (من الصعب أن نفهم انتخابه بصورة إيجابية، لكنني لا أرى لذلك أثرا مباشرا على المدى القصير). وتشاءمت الصحف التركية لانتخاب رامبوي وعنون بعضها (خبر سيئ) و(معارضو تركيا في قمة الاتحاد الأوروبي). وحسب الخبير التركي في العلاقات الدولية حسين باغشي فإن انتخاب رامبوي رغم كونه مرشح الحل الوسط (ليس خبرا سارا لتركيا)، لأنه مدعوم حسب قوله من فرنسا وألمانيا اللتين تعارضان انضمام تركيا وتعرضان عليها (شراكة مفضلة) بدل ذلك. ويرى مراقبون أن انتخاب البريطانية كاثرين أشتون المؤيدة للعضوية التركية مسؤولة عن السياسة الخارجية في التكتل قد يوازن تأثير رئيس الاتحاد. وتظهر استطلاعات رأي أن الأتراك بدؤوا يفقدون حماسة الانضمام إلى الاتحاد، رغم أن حزب العدالة والتنمية استطاع عام 2004 أن يحقق مطلبا قديما بفتح محادثات العضوية، وقد أكد مرارا أنه سيواصل محاولاته لإقناع التكتل بقبول تركيا عضوا فيه. ويرى دبلوماسيون في بروكسل أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فقد حماسته للمحادثات، وقد تركت تحركات دبلوماسية تركية مؤخرا انطباعا بأن أنقرة تدير ظهرها لأوروبا لتتحول إلى الدول الإسلامية المجاورة.