سيكون استاد المريخ بأم درمان مسرحا للمباراة الفاصلة بين مصر والجزائر لتحديد الفريق الذي سيصعد الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 مكملا عقد المنتخبات الافريقية، بعد أن حسمت منتخبات غانا ونيجيريا وساحل العاج والكاميرون امرها في التصفيات عن القارة السمراء لتنضم الى جنوب افريقيا الدولة المضيفة. ومهما تكن هوية المنتخب المتأهل سيكون الفريق العربي الوحيد المشارك في نهائيات كأس العالم بعد فشل عرب اسيا في حسم امورهم وكان اخرهم المنتخب البحريني بخسارته الملحق امام نيوزيلندا، في حين لقي المنتخب التونسي المصير ذاته بخسارته المباراة الحاسمة ضد موزمبيق السبت ايضا. وكان المنتخبان المصري والجزائري تعادلا نقاطا واهدافا وفارق الاهداف ايضا في الدور الحاسم من التصفيات الافريقية بعد ان فاز المنتخب الجزائري ذهابا 3-1، ورد المنتخب المصري التحية 2-صفر ايابا، فقرر الاتحاد الدولي اجراء مباراة فاصلة بينهما اختار لها الخرطوم.ونجح المنتخب المصري في فرض هذه المباراة عندما تمكن مهاجمه عماد متعب الذي نزل منتصف الشوط الثاني من تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع السبت الماضي ليحافظ على امال منتخب بلاده ويؤجل الحسم. ورافقت هذه المباراة التي اقيمت السبت الماضي على ملعب القاهرة الدولي، الكثير من الاحداث الامنية وحوادث الشغب ما ادى الى توتر العلاقات السياسية بين البلدين حيث تم استدعاء السفير المصري في الجزائر اثر حادثة اعتداء مجهولين على القافلة التي كانت تقل افراد المنتخب الجزائري الى فندقهم الخاص بعيد وصولهم الى القاهرة، ثم تم استدعاء السفير الجزائري في القاهرة اثر مهاجمة الجمهور الجزائري لفرع شركة اوراسكوم تيليكوم التابعة لمجموعة اوراسكوم المصرية ملحقين بها خسائر مادية تقدر بخمسة ملايين دولار في الجزائر العاصمة. حساسية اللقاء وازاء الاوضاع المتوترة بين مشجعي الفريقين ونظرا لحساسية اللقاء، عززت سلطات العاصمة السودانية الخرطوم الاجراءات الامنية استعدادا للقاء المرتقب وقال والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر (لقد وضعنا قواتنا الامنية في اعلى درجات الاستعداد). واضاف ان 15 الف شرطي سيكونون على اهبة الاستعداد للتدخل في حال وقوع اي احداث قبل او اثناء او بعد المباراة. واكد ان استاد المريخ الذي ستقام به المباراة يتسع ل41 الف متفرج ولكن السلطات ستسمح بحضور 35 الف متفرج فقط لاسباب امنية. واوضح انه سيتم تخصيص تسعة الاف مكان في الاستاد لمشجعي كل من البلدين اي 18 الف مقعد في الاجمال.وتابع (ننتظر وصول 48 طائرة من الجزائر و18 طائرة من مصر) مشيرا الى ان الفي مشجع مصري سيأتون بسياراتهم.وتوقع المسؤول السوداني ان يكون هناك عجز في عدد غرف الفنادق في الخرطوم وهي مدينة غير معتادة على هذا النوع من اللقاءات الدولية.ولكنه قال ان المشجعين الذين سيصلون يوم المباراة نفسه سينامون في مكانين مختلفين احدهما مخصص للجزائريين والاخر للمصريين. وبالعودة الى المباراة فان المعادلة واضحة للفريقين، لان الفوز سيؤهل صاحبه الى النهائيات للمرةالثالثة في تاريخه علما بان المنتخب المصري كان اول سفير للكرة العربية في النهائيات عندما شارك في نسخة كأس العالم عام 1934 في ايطاليا، ثم تأهل مرة ثانية عام 1990 في ايطاليا بالذات. اما المنتخب الجزائري فبلغ النهائيات للمرة الاولى عام 1982 في اسبانيا عندما حقق مفاجأة مدوية بفوزه على منتخب المانياالغربية بطل اوروبا وقتها 2-1 في مباراة تاريخية. ثم شارك منتخب (ثعالب الصحراء) عام 1986 في المكسيك ايضا. مصر ومن المتوقع أن يعود إلى صفوف المنتخب المصري لاعبه حسني عبد ربه الذي غاب عن المباراة الأولى بداعي الإصابة، كما يعود أيضا قلب الدفاع وائل جمعة الذي غاب عن مباراة السبت بداعي الإيقاف. في المقابل سيغيب حارس الجزائر لوناس قاواوي بداعي الوقف ويحوم الشك حول مشاركة لاعبيه رفيق حليش ورفيق صايفي.وأعرب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر عن ثقته الكبيرة في لاعبي المنتخب المصري وقدرتهم على تحقيق حلم الشعب المصري في التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه والأولى منذ عام 1990. وقال :ثقتي كبيرة في هذا الجيل الذي فاز ببطولتي كأس أمم أفريقيا عامي 2006 و2008 ولعب أقوى المباريات أمام البرازيل وايطاليا في كأس القارات في جنوب إفريقيا، مضيفا :أنهم قادرون على تخطي المحطة الأخيرة من التصفيات وتحقيق الحلم الذي يراود 80 مليون مصري بالتواجد في مونديال جنوب أفريقيا للمرة الثالثة بعد عامي 1934 و1990 في ايطاليا. وأوضح زاهر : المباراة لن تختلف كونها في السودان أو مصر، فالاثنان شقيقان واثق في المساندة السودانية للمنتخب وعندما اخترنا السودان كأحد الحلول الأخيرة لم يكن من فراغ لثقتنا في الأشقاء السودانيين وقد انهينا كل إجراءات الراحة للاعبين قبل مباراة الجزائر تحسبا لهذا الموقف.ويدخل المنتخب المصري المباراة وهو أوفر حظا من المباراة السابقة التي حقق فيها الفوز 2-صفر بعدما دخل اللقاء وهو تحت ضغط الفوز بفارق هدفين على اقل تقدير لضمان المباراة الفاصلة. يذكر أن رابح سعدان المدرب الحالي للجزائر سبق له ان قاد منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم عام 1986 عندما خرج من الدور الأول في مجموعة ضمت البرازيل واسبانيا وايرلندا الشمالية.وفي حال انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل يخوض الفريقان وقتا إضافيا مدته 30 دقيقة وإذا بقي التعادل سيد الموقف ستكون ركلات الجزاء هي الفاصل بينهما.