والحديث يتجدد عن أدب الحج، وهو لأمر مهم أن نتذكّر ونحن نذكر هؤلاء الأشقاء من الرجال والنساء الذين يفدون لأداء نسك الحج هذا العام أن قضية الأدب في الحج، والتأدب مع بيت الله، وبيوت الله، ومع إخوانهم من المسلمين أثناء أداء هذا النسك يعتبر أمرًا مهمًّا جدًّا، لا بد أن يأخذ الحاج والحاجة اعتبارهما أن التعامل مع إخوانهم، والرفق بهم، والعطف عليهم في الحرم، وفي خارج الحرم، وفي المساجد التي يؤمونها أمر مطلوب، وجّهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، وأوصى صحابته بالاقتداء، وعلّمهم أهمية هذا الأمر، وحثّهم على التراحم، والتعاضد عند الدخول، وعند الخروج، وعند الطواف، وفي السعي بين الصفا والمروة، وفي تقبيل الحجر الأسود، والتزام الملتزم، والدعاء عند الحطيم، والصلاة في مقام إبراهيم، بل وفي كل أجزاء الحرم الشريف، وفي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يذهب الحجاج إلى المدينة بعد أداء فريضة الحج للسلام على رسول الله، والصلاة في المسجد، هناك في الروضة على الحجاج أن يتذكّروا أهمية التراحم والأدب في التعامل مع بعضهم البعض، فلا يقسو القوي على الضعيف، لا يستغل الغني الأماكن ليقيم فيها بواسطة أعوانه، ويستمر في ذلك طوال مقامه، ويحرم إخوانه من الذين يرغبون في الصلاة في هذه الأماكن المباركة، وفي هذا الجزء الذي علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جزء من الجنة (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة). وعلى الحاج والحاجة أن يتذكّرا أن الإيثار نعمة من نعم الله، والله سبحانه وتعالى رحيم يحب الرحمة، وكتب على نفسه الرحمة، وأرسل إلينا نبي الرحمة، فمن واجبنا التراحم خاصة في مثل هذه الأيام، والملايين تتوافد ترجو رحمة الله وقبوله وغفرانه. وكما قلت في بداية حديثي هذا إن الأدب مطلوب.. ومطلوب، وأن النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة والأسوة، ومن بعده الخلفاء الراشدون، وكيف تعاملوا مع هذا النسك، ثم الصحابة رضوان الله عليهم، ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين. فعلينا التعامل فيما بيننا بالتراحم والأدب، ومخافة الله، والإيثار، بل وعلينا أن نعلّم الآخرين ونوجّههم إلى أهمية الأدب المطلوب عند حج بيت الله الحرام.