اشتهر التاجر الشيخ حسين بكري قزاز بالعطور ومستلزمات التجميل، وهو امبراطور العطور بلا منازع، ولكنه الآن اصبح اسمه رمزاً للجودة في كل شيء يستورده ويعرضه في محلاته المنتشرة هنا وهناك، والشيخ حسين منذ نعومة أظفاره يعشق الجمال ويتذوقه حتى في منزله وفي قصره بابحر وفي كل شيء حوله. ويقول عنه رفيق دربه وعمره الشيخ صادق أبو عرب ومحرر هذه السطور (انه ظريف حتى في جلسته وفي مشيته وفي مكتبه) يتذكر أهل حارته منزله (بالشامية) وأول دكان له هو بباب الزيادة. قبل عدة سنوات كلمني الصديق عمر محمد سعيد خوندنه رحمه الله (ان الاخ حسين يحتفل ليلة الخميس بأهالي الشامية وسويقه وانه أوصاه وأوصى الاستاذ علي بشاوري بأنه يود أن يرى أكثر عدد ممكن من أهل حارته الشامية ومن أهالي سويقه الذي عاش بينهم أحلى سنين عمره يوم كانت السعادة في البساطة وحضرنا على ما أتذكر حوالي ستين وكان مبتهجاً مسروراً والبشر باد على محياه، ومرة أخرى احتفل برجال جريدة (الندوة) وحضروا كلهم وكنت معهم كما حضر متأخراً معالي الاستا د. محمد عبده يماني رئيس مجلس الادارة حيث حضر حفلين (قبل القزاز) وهو راعي موجب واذا كان الاستاذ أحمد عبدالوهاب معه (فلا تسأل كم حفل يحضرانه)، كذلك معالي الشيخ محمد الامين الشنقيطي سفير المملكة الاردنية الهاشمية رحمه الله وكان يقول (جبر الخواطر على الله) والناس الذين على هذا المنوال أصبحوا أقل من القليل (ولكنهم موجودون) وبجدة كان معرض الشيخ حسين بدكان تحت عمارة البنك الأهلي استأجره له صديقه الشيخ سليمان عباس، ويذكر وصية والده الشيخ بكري رحمه الله (مد رجلك على قدر فراشك والتوسع في حدود ما تحت يدك لا أكثر) وليس له فروع خارج المملكة، ومعارضه مبذولة في أنحاء المملكة (وجدة لها عنده خصوصية) فاسرته كلها (أو قل أكثرها) في جدة يبحث عن الجديد الجيد، وانني أعتبر استمرار اعلاناته يومياً دون انقطاع بجريدة (الندوة) عن بضائعه والتنزيلات التي تصل أحياناً الى ثمانين بالمائة وتسديده فواتيرها (خير دعم مستمر) ولا تمر مناسبة وطنية أو مشاركة في فرح أو عزاء الا ويساهم بصفحة (خاصة في المشاريع الحكومية تبعا للتطور الذي تنتهجه الدولة في كل المرافق وأجدها فرصة لأهيب بالتجار ورجال الأعمال ان يتشبهوا ان لم يكونوا مثله لاسيما في وجوه البر وفك الاسير العاني، وفي اسرة آل القزاز كان الشيخ عبدالحي قزاز والشيخ محمد صالح قزاز رحمهما الله، والرجل المضياف الشيخ أحمد قزاز الذي قضى سنين طويلة بالهدى بقرية الغِربة (نسبة الى أسرة آل الغريبي الكرام) وهذا قليل من كثير والله ولي بالجميل.