كتبت قبل فترة قليلة عن كتاب ألح علي من وضع اسمه عليه ان أنوه عنه وكنت متردداً في بادىء الأمر لكنه اشغلني مع علمي بضياع المسألة وانني سأندم على كتابتي عن تلك الأضبورة الملطوشة وفعلا اتصل بي أكثر من قارىء يلومونني على ذلك الحديث حيث قالوا : هذا ليس من عادتك ان المطلوب كما عهدناك أن توضح للناس ذلك الاعتداء على المتون الأدبية والنقل عبارة عبارة وحرفا حرفا وان تنبه الجهة التي أجازته ليقف المعنيون على ذلك وكذلك مكتبة التوزيع ليحاط المسؤولون فيها بذلك وليعلموا حيل أجراء المؤلفات.. ومن هذا المنطلق أعد الأحبة بالتدارك إن شاء الله ليتعظ من يتعظ لكن لا مانع من أن أقول : للقارىء لا تستغرب اذا قيل لك اياك وذاك التجميع أو ذاك الكاتب ومؤلفاته.. ولا يغرنك ما تراه من الشخصنة، احرص على نقودك وقبل هذا على وقتك. نعم لدينا بعض من الكتبة الذين يلهجون بالعوز وانهم يكتبون ويؤلفون طلبا للقمة العيش ومن يدفع اكثر هو المطلوب والمرغوب في الكتابة له، وقد شاهدنا تواريخا ومشجرات لبعض الأسر تتقاطر تباعا الى أسواقنا اذا تصفحتها وجدتها مدموغة ومجيرة بالنظم وبالعاميات والمواقف الذاتية ولا عليك والسحابين التي لا تنتظم تاريخا ظاهراً ولا تعني إلا أفرادا يتساوى الجميع في جمعها وحول الحكايات حولها، ومن ثم اللطش أو السرقة من المراجع كما لمحت آنفا وأخشى ما أخشاه أن تنسحب على مجريات الأحداث وتؤثر على التاريخ الأدبي بمفهومه الشمولي.. لكنني أظن ان من يتقولون بالعوز أو حتى الكدية من أجل لقمة العيش أقل من القليل، فكيف يساند مثل هذا أو يفرغ وقد اتخذ لنفسه وجهة وقراطيس من جنس مطلبه؟!. أما ما واكب النهضة وتتبع مسيرة هذا المجتمع ومن ثم البناء الذي ننعم بخيره وذكر الرجال الذين بذلوا أرواحهم وأفكارهم على تثبيته أو حتى من همشوا واختزل التاريخ في غيرهم فمطلب يجب أن تتضافر الجهود على ابرازه أو التنقيب والتحقيق في مصدريته وبعد ذلك اضافة ما يستجد حوله، ولا ننسى البحث عن وثائقه وعلائق ما حوله وهذا في اعتقادي مسألة المهتم إن كان ولابد من الزيادة .. أقول هذا رأيي عن مصداقية هذا العمل او من يستحق الاشادة بواسطته كما أحب أن أشير إلى أن ديوانا صغيرا من الشعر الأصيل أو كتيبا موثقا مهما صغر خير من مئات المجلدات المليئة بالهذر والتلفيق والمغالطات المكشوفة وقس على هذا ما شئت.. ولا ننسى في غمرة (البنوكوت) وبين الرياش والخياش ان مصطلح (أديب) لا يعني بالضرورة كل أحد وانما يعني المثقف الشمولي أي الذي يدلي بدلوه في كل علم من العلوم علاوة على تخصصه الذي حصر معرفته فيه.. ومن هذا المنطلق كان المفهوم عند اولي البصر دقيقا، فالذي يقرظ الشعر يقال له شاعر والذي يكتب القصة يقال له قاص كذلك الروائي والمسرحي.. أما الاديب فهو من جمع الى كل ذلك سعة في التناول بالتقويم والمرجعية ولهذا قيل عن الجاحظ وابي حيان اديبان وفي العصر الحديث طه حسين والعقاد وعلي جواد الطاهر، ولكي لا أطيل وأعدد امثال هؤلاء الفحول اذكر في بلادنا ممن عايشناه وتتلمذنا على فرائده عبدالقدوس الأنصاري وعبدالله بن خميس وحمد الجاسر والعواد وعبدالعزيز السالم وسعد الجنيدل مع حفظ الألقاب وأضراب هؤلاء ممن لهم اسلوبهم وطريقة معالجتهم. أجل.. كما انهم في ذات الحين قد ترفعوا وأشاحوا بضمائرهم عن كتابات الذمم او المساومة على الموضوعية.. ولعل القارىء قد لاحظ انني لم أمثل بأصحاب التهويشات الصحفية أو رسائل النقول او تلك النسوخ التي هي عبارة عن تشويه للأعمال التي ينسخونها ويجيزون لأنفسهم حذف وتقديم وتأخير أعمال الناس حتى ينفلتوا في نظرهم عن رتابة المسروق لكنهم مكشوفون للعيان.. فهؤلاء لا ينطبق عليهم شيء مما ندرك. قال جران العود : قضين حجا وحاجات على عجل ثم استدرن الينا ليلة النفر لولا حميدة ما هام الفؤاد ولا رجيت وصل الغواني آخر العمر هل تذكرين مقيلا لست ناسيه بين الأبارق ذات المرخ والسمر ببطن وادي سنام حيث قابله وادٍ من الشعبة اليمنى بمنحدر وفي الجزيرة العربية أكثر من (سنام) فسنام جبل في عالية نجد مما يلي الربذة، وسنام جبل في أعلى وادي تثليث أحمر ملتصق بجبال السروات فيه كثير من أشجار المرخ والسمر والقتاد وقريب منه برق والبرق الجبال المختلطة بالرمال، وجبل سنام جبيل قريب من البصرة في العراق مما يلي الجزيرة ولكن الراجح هو أحد الأولين.