من المؤسف جداً أن تعلن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون أن اسرائيل قدمت تنارلاً غير مسبوق لتحريك المفاوضات مع الفلسطينيين ، فهذه عبارة لا تنطبق والواقع المعاش حيث لم يعرف عن اسرائيل أن قدمت تنازلاً من أجل السلام ناهيك عن أن يكون هذا التنازل غير مسبوق ومما يجعل تصريح كلنتون يدعو للأسف أنه يختلف عن السياسة المعلنة للرئيس الأمريكي ويختلف كذلك عن التوقعات التي كانت تتطلع إلى ضغط أمريكي على اسرائيل بدلاً من هذا الثناء الذي لا تستحقه ..ففي واقع الأمر لم تقدم اسرائيل شيئاً ولكن تصريح كلينتون يشير إلى تحول كبير في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة تحول يكاد أن يتبنى نفس السياسة التي كانت تسير عليها الادارة الأمريكية السابقة بقيادة بوش وإذا ما صح أن كلنتون عرضت على عباس خلال لقائها به في دولة الأمارات الموقف النهائي للادارة الأمريكية من قضية المستوطنات في الضفة الغربية وأن أمريكا تعتبرها أمراً حيوياً لأمن اسرائيل فإن هذا يعني تحولاً أشبه بالانقلاب في السياسة الأمريكية فكيف يمكن لاسرائيل أن تحقق أمنها باغتصاب حقوق الفلسطينيين؟. إزاء هذا التحول ليس من حق عباس فحسب بل من حق أي فلسطيني وأى عربي أن يصاب بالاحباط من تصريحات كلنتون وازاء هذا الموقف المعلن من كلنتون فإن الأمل معقود في الأمة العربية أن توجه رسالة قوية ولو من خلال اجتماع طارىء تؤكد على أن السلام لن يتم مع وجود سياسة الاستيطان التي استنكرها الجميع بمن فيهم الرئيس أوباما.