أكد البيان الختامي والتوصيات التي صدرت في الجلسة الختامية لأعمال الندوة التي حضرها معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ. وأكدت الندوة مرجعية مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في أعمال تِقْنية المعلومات المتصلة بالقرآن الكريم وعلومه؛ لِما توافر له من إمكانات علمية وفنية وتِقْنية، ولما له من مشروعات رائدة ومتميزة في هذا المجال، كما عبرت الندوة عن تقديرها لجهود المجمع في نشر بعض ترجمات معاني القرآن الكريم الصادرة عنه في موقعه، وتوصي بالنشر الإلكتروني لجميع ترجماته تعميماً للفائدة. وشددت الندوة على عالمية الإسلام ودوامه واستيعابه لكل المخرجات الحضارية النافعة، ومنها التقنيات المعاصرة، وتحث على استثمارها بما يخدم القرآن الكريم وعلومه، كما أوصت بتوظيف التقنية الحديثة لإبراز جوانب الإعجاز العلمي في القرآن بضوابطه المقررة، واستثمار ذلك في الدعوة إلى الإسلام. وأوصت الندوة -في البيان الختامي الذي تلاه سعادة الأمين العام للمجمع رئيس اللجنة التحضيرية للندوة الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي- بأن يقوم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بتتبع وحصر المسائل الفقهية المتعلقة بأجهزة تقنية المعلومات التي تخدم القرآن الكريم؛ لعرضها على جهات الفتوى المختصة، وذلك لتحرير الأقوال، وبيان الحكم الشرعي الصحيح في هذه المسائل، كما توصي بأن يقوم المجمع بوضعها في موقعه على الشبكة العالمية، وطباعتها. وطالبت الندوة بالاهتمام بتعليم تلاوة القرآن الكريم عن بُعد وتطويره والعناية به، ووَضْعِ ضوابط له والتعريف به؛ للإفادة منه في حَلِّ مشكلة الحواجز التي تفصل المتعلم عن موارد العلم، كما أوصت بإقامة دورات فنية للمتخصصين في الإقراء لمعرفة كيفية التعامل مع أجهزة التقنيات الحديثة المَعْنِيّة ببرامج تعلُّم القرآن الكريم وقراءاته وتجويده، وتوظيفها في ميدان تعليم الإقراء. ودعت الندوة المشتغلين بتعليم قواعد التلاوة، والمعْنيين بالتأليف في علم التجويد إلى أن يُفيدوا من البرامج الإلكترونية الحديثة في صناعة الصور المتحركة والرسومات الخاصة بآلة النطق ومخارج الحروف وغيرها من مباحث التجويد، وترى الندوة أن إنتاج صور دقيقة لآلة النطق يحتاج إلى تضافر جهود عدد من الدارسين المنتمين إلى اختصاصات متعددة. وأبرزت الندوة أهمية التنسيق بين المواقع الإسلامية، والمراكز الإسلامية التي تنتهج نهج أهل السنة والجماعة؛ لتزويد هذه المواقع بمادة علمية ومضمون سليم، كما أوصت بالتنسيق بين المواقع الإسلامية باللغات العالمية؛ لتجنب التكرار، وتوحيد الجهود، وملء الثغرات التي قد تَرِدُ في برامجها، كما أوصت المتخصصين بإعداد معاجم قرآنية حاسوبية تساعد على صياغة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم المستند إلى معرفة صحيحة مستقاة من أوثق التفاسير، وتشتمل هذه المعاجم على تصنيف علمي دقيق للمفردات القرآنية وَفْقَ دلالاتها واشتقاقاتها واستعمالاتها. وطالبت الندوة المؤسسات المعنية والباحثين المتخصصين بفتح آفاق البحث في وسائل إيصال رسالة القرآن الكريم إلى المجتمعات الإنسانية، والتشجيع على ابتكار برامج تخدم القرآن الكريم وعلومه وحث الجهات المانحة على دعم ذلك،مشددة على ضرورة الانتباه لما تلجأ إليه بعض المواقع على الشبكة العالمية (الإنترنت) وذلك بإجراء تغييرات على إصدارات المجمع من ترجمات معاني القرآن الكريم إلى بعض اللغات. وشددت الندوة على أهمية تتبُّع المواقع المناهضة للقرآن الكريم بعواصم تقي من القواصم، فتردُّ عليها، وتكشف زيفها بأسلوب علمي رصين ووسائل إخراج متطورة، فأكدت في هذا الصدد أهمية كشف المواقع التي تتظاهر بتأييد الإسلام ولكنها تمثّل اتجاهات وعقائد مخالفة لمنهج الإسلام، ومؤكدة أيضاً أهمية التنسيق بين خبراء التقنيات المعاصرة المعنيين بخدمة برامج القرآن الكريم وعلومه لتجنب التكرار وسد الثغرات، والوصول إلى برامج حاسوبية وأدوات تقنية نافعة. وأوصت الندوة بتصميم نموذج يحتوي على العناصر اللازمة التي تفي بأغراض كل من يريد إنشاء موقع للقرآن الكريم وعلومه على الشبكة العالمية، على أن يتم تطوير هذا النموذج وَفْق ما يستجد، مطالبة بنشر ثقافة الاعتدال بين فئات الشباب لإعطاء الصورة الحقيقية عن مقاصد القرآن ونشر المعرفة الصحيحة عن الإسلام، وتزويدهم ببرامج حاسوبية وأدوات تقنية تشْغَل أوقاتهم بما ينفعهم. كما أوصت الندوة بإعداد موسوعة إلكترونية شاملة لعلوم القرآن الكريم تستقي من المصادر الأصيلة الصحيحة، وتكون بمنزلة مرجع سهل الاستخدام، قريب المنال يعتمد على أوثق المصادر العلمية، مطالبة الجهات التربوية المختصة بإنشاء مكانز (بنوك) يودع فيها أسئلة اختبارات موضوعية وتطبيقية تضم أسئلة اختيار من متعدد، وأسئلة الصواب والخطأ، وأنواع التقويم الأخرى، وهذا يساعد مهندسي البرمجيات في تصميم أنظمة اختبارات آلية لسد الفراغ في هذا المجال. ودعت الندوة إلى مراعاة تنوع الفئات التي تتصفح المواقع الإسلامية، من مسلم وغير مسلم، ورجل وامرأة، وكبير وصغير، على اختلاف لغاتهم، وينبغي أن يُعتنى بحسن الإخراج، كما توصي باستكتاب المواقع الإسلامية علماء متميزين للإجابة عن الشبهات المثارة حول الإسلام مثل: الإرهاب، وقضايا المرأة وحرية العقيدة، داعية المؤسسات التجارية العاملة في حقل التقنيات والبرامج الحاسوبية إلى أن تكون مخرجاتها متصفة بالموضوعية والدقة، فلا تشغلها الأرباح المادية عن تقديم مادة صحيحة تخدم القرآن الكريم على نحو يتسم بالمصداقية والمعلومة الصحيحة. وطالبت الندوة -في آخر توصياتها- بتشجيع التواصل بين المهتمين والمختصين في مجال خدمة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة.