أعلن الرئيس السوري بشار الأسد رفض بلاده من حيث المبدأ إجراء مباحثات أو اتصالات سرية مع إسرائيل. وأكد أثناء ترؤسه اجتماعا للجنة المركزية لحزب البعث الحاكم أن كل ما تقوم به دمشق في هذا الصدد سيكون معلنا للرأي العام في سوريا. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن الأسد قوله إن “المعيار في القبول بأي مباحثات هو أن تتسم بالجدية، وأن تلتزم بتنفيذ قرارات الأممالمتحدة، ولاسيما أن الجانب الإسرائيلي يعلم كل العلم ما هو مقبول وغير مقبول من جانب سوريا”.وكشف الرئيس السوري عن جهود تبذلها أطراف “صديقة” لتحقيق الاتصال بين سوريا وإسرائيل، مشيرا إلى أن هذه الجهود ليست حديثة “وقد تحدثنا عنها في مناسبة سابقة”.واعتبر الأسد أن قرار “الممانعة” هو قرار إستراتيجي بالنسبة لسوريا، مؤكدا في الوقت نفسه استعداد بلاده لإقامة السلام العادل والشامل وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وكان الرئيس السوري أكد لدى افتتاحه القمة العربية في دمشق في 29 مارس الماضي أن “السلام لن يتحقق إلا بعودة الجولان كاملا حتى خط الرابع من يونيو 1967 وأن المماطلة الإسرائيلية لن تجلب لهم شروطا أفضل ولن تجعلنا قابلين للتنازل عن شبر أو حق”. وتحدث مسؤولون سوريون في وقت سابق عن جهود تبذلها تركيا للعب دور الوسيط بين سوريا وإسرائيل لتحريك مفاوضات السلام المجمدة بين الجانبين منذ عام 2000. ويأتي تصريح الأسد الأخير بشأن الاتصالات مع إسرائيل بعد نقل صحيفة يديعوت أحرونوت الخميس الماضي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قوله إن سوريا وإسرائيل تبادلتا رسائل، دون ذكر تفاصيل عما تحويه تلك الرسائل. يشار إلى أن المسؤولين السوريين كرروا مرارا خلال الأشهر الأخيرة رغبتهم في تحريك مفاوضات السلام، لكنهم في نفس القوت أعربوا عن عدم اعتقادهم استعداد إسرائيل لإبرام اتفاقية سلام. ورغم الحديث عن الرغبة في استئناف مفاوضات السلام السورية الإسرائيلية ومشاركة دمشق في مؤتمر أنابوليس للسلام الذي عقد برعاية أميركية في نوفمبر، فإن التوتر بين تل أبيب ودمشق تصاعد في الأشهر الأخيرة خاصة عقب غارة جوية استهدفت موقعا عسكريا سوريا في سبتمبر الماضي لم تكن الأولى ضمن الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء السورية.