أعلن مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود، أن المديرية تنوي تدشين مركز جديد للسكر، وتستعد لبدء العمل فيه، مشيراً إلى أن المركز الجديد يقع في جنوبجدة، ويتبع مستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام، مؤكداً أنه تم تأمين الاستشاريين والقوى العاملة اللازمة لتشغيله. وكشف الدكتور باداود خلال رعايته “ فعاليات الحملة الوطنية للتوعية بمرض السكري تحت شعار “نعم للصحة والحياة.. لا للسكري”، عن عزم “صحة جدة” افتتاح ثمانية مراكز صحية. وأوضح أن هذه المراكز صممت خصيصاً لتقديم الخدمات الصحية ، مؤكداً أن هذه المراكز مجهزة بجميع التجهيزات الضرورية، لتحل بدلاً عن المراكز المستأجرة القائمة حالياً، وذلك بعد أن نجحت المديرية في توفير الأراضي اللازمة لإنشاء تلك المراكز في مواقع مختلفة من جدة. كما كشف مدير صحة جدة عن عزم إدارته إطلاق حملات توعوية في المدارس حول مرض السكري، للتعريف بكيفية الوقاية من هذا المرض والتعامل معه في حال الإصابة به. موضحاً أن وزارة الصحة سارعت إلى تنظيم هذه الحملة رغبة منها في الوصول إلى جميع فئات المجتمع، وتعريفهم بالمرض ومسبباته. وأكد الدكتور باداود أن الوعي العام حول مرض السكري ارتفع عن السابق، إلا أن المعلومات التي تحصل عليها المواطنين والمقيمين يجب أن تترجم إلى سلوك عملي، لتحقيق الهدف المنشود، والمتمثل في خفض نسب الإصابة بالمرض، وإيجاد مجتمع صحي. من جهته، أرجع رئيس قسم أمراض الغدد وسكري الأطفال بمستشفى الملك خالد للحرس الوطني بجدة رئيس اللجنة المنظمة لفعاليات الحملة الاستشاري الدكتور عبدالعزيز التويم، أسباب الزيادة في انتشار وباء السكري في السعودية إلى الزيادة المضطردة في عدد السكان، وارتفاع متوسط الأعمار عن الماضي، وتغير أسلوب الحياة المعاصرة إلى التمدن، وما صاحب ذلك من تفشي السمنة، وقلة الحركة، وزيادة الضغط النفسي، والتغير البيئي في أنواع الأطعمة. وأوضح الدكتور التويم أن السكري نوعان، مشيراً إلى أن النوع الأول يظهر في سن مبكرة، فيما يصيب النوع الثاني الأفراد بعد سن ال30 عاماً، كذلك هناك أنواع أخرى من أهمها”سكر الحمل”. وقال رئيس اللجنة المنظمة لحملة التوعية: “إن حالات الإصابة بمرض السكر بنوعيه الأول والثاني زادت بنسبة مقلقة، وزادت نسبة انتشاره بمعدلات مرتفعة في دول العالم، وخصوصاً في دول الخليج، إذ بلغت عدد الإصابات المسجلة عالمياً نحو 140 مليون مصاب، منهم 3.5 مليون مصاب في السعودية يمثلون 24 في المئة من سكان المملكة معظمهم فوق سن ال30 عام. وأكد الدكتور التويم أن السمنة أصبحت مشكلة عالمية يعاني منها أكثر من 300 مليون شخص، متهماً إياها بأنها مسبب رئيس للإصابة بالنوع الثاني لمرض السكر، إذ أوضحت الإحصائيات الأخيرة أن أكثر من 80 في المئة من المصابين بمرض السكري يعانون من “مرض” السمنة، وأن 50 في المئة من المصابين بالسكري عرضة للإصابة بالفشل الكلوي، كما أن مريض الفشل الكلوي الواحد يكلف الدولة 98 ألف ريال سنوياً. وحذر رئيس اللجنة المنظمة للحملة من خطر إصابة الأطفال بداء السكري، مؤكداً أن نسبة الإصابة لدى الأطفال البدناء تصل إلى 100 في المئة في مراحل متقدمة من العمر، إذا لم يتم الانتباه إلى مشكلة الوزن ومحاولة إنقاصه. وفي ذات السياق، أكدت أخصائية تعليم وتدريب مرضى السكر إيمان العقل، أن نسبة الإصابة بمرض السكري في المملكة وصلت إلى 30 في المئة عند البالغين، و10 في المئة عند الأطفال، بينما 17 في المئة من السكان معرضون للإصابة بالمرض. ونصحت الأخصائية العقل المرضى المصابين بالسكري بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية للتعايش مع المرض، والوقاية من المضاعفات الناجمة عن إهماله، والتي تصل إلى تعرض الأوعية الدموية للتلف بسبب زيادة تركيز السكر في الدم لفترات طويلة. يشار إلى أن الحملة نظمتها الوكالة المساعدة للطب الوقائي في وزارة الصحة، ممثلة في الإدارة العامة للأمراض غير المعدية ليومين في مركز “رد سي مول” في جدة، وشهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً تفاعل كثيرا مع المحاضرات من خلال اطروحاته وتساؤلاته التي أثنى عليها المحاضران كثيرا. وتضمنت فعاليات الحملة عرضاً لتجارب واقعية لمرضى السكري وآلية تعايشهم مع المرض، وفحوص مجانية حول مرض السكري وقياس الوزن للحضور. كما عقدت دورة تدريبية لجميع الكوادر المشاركة في الفعاليات، وتم توزيع هذه الكوادر إلى فرق للتوعية تجوب أرجاء المركز، بهدف توزيع المطبوعات التوعوية، وتزويد مرتادي المركز بمعلومات فورية ونقلها لهم من خلال الحوار المشترك معهم.