| الكتابة فن رفيع يجيده من يملك الحس المرهف والذائقة الادبية وحسن استعمال الأساليب الفنية الراقية، مع الالتزام بمصداقية (الكلمة) وتجنب (الاستعلاء) والخطاب المثير للجدل العقيم. | ورسالة (الكاتب) تكمن في نشر القيم الخلقية، وتنوير افراد المجتمع وتبصيرهم بما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم، وامتاعهم بالرأي الذي يثير الاهتمام، ويغرس حب الخير والجمال في النفوس. | وللكلمة الهادفة شروط ذكرها بعض العارفين منها: 1 ان يكون الكلام لداع يدعو اليه، وليس من قبيل ما يسمى ب (الدَّش). 2 ان يقتصر منه على قدر الحاجة. (وخير الكلام ما قلَّ ودل). 3 ان يتخير الكاتب اللفظ اللائق الذي لا يحرج. | ومن المؤسف ما نلاحظه من تجاوز البعض حدود وضوابط الكلمة، حتى وصل الحال الى الخوض في مسائل دينية (دون علم) .. متجاهلاً قول الحق تبارك وتعالى : (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) ق: 18. | ولاشك أن (الانسان سلطان على نفسه) فيما ينطق به أو يكتبه، و(رب كلمة تقول دعني) كما جاء في المثل. إن الشهرة الأدبية التي حققها أسلافنا ومن أجاد من الخلف، لم تّبن على ركامات واهية، وإنما على أسس قوية من القراءة الواعية، والإلمام (بكل طرف من كل شيء) لغزارة العلم وتعدد فنونه، ثم التصدي للكتابة بفهم عميق وروح تستلهم التوفيق من الله تعالى، دون استعلاء، أو طمع في الشهرة، ولذا خلد التاريخ ذكرهم، وحفظ تراثهم للأجيال للانتفاع به. | ولكل قارىء ذوقه في قبول أو الاقبال على الكلمة المكتوبة، فهناك من يفضل العبارة (المباشرة) السهلة الواضحة، وآخر يميل الى قراءة المفردة (الرومانسية) ارضاء لخياله وعاطفته، كما ان هناك من يعشق (الاثارة) ويبحث عن الكاتب المثير لقضايا ساخنة ولو كانت في (الاتجاه المعاكس).. (وللناس فيما يعشقون مذاهب). وقفة | عن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل بها رضوانه الى يوم يلقاه، وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه).