تسعى دول العالم المحبة للسلام إلى بسط الأمن والسلم الدوليين وذلك بمنع الانتشار النووي ونزع السلاح وكسح الألغام من خلال المنظمات الاقليمية والدولية الناشطة في هذه المجالات الحيوية لتنعم البشرية بالحياة المستقرة والعيش الكريم بعيداً عن افرازات الحروب المدمرة للحضارة والمهلكة للحرث والنسل. وإيماناً من المملكة العربية السعودية بهذه القيم الانسانية والاطروحات العقلانية المتزنة الهادفة لاسعاد البشرية وصلاحها جاء تشديد عضو اللجنة الرئيسية للهيئة الدولية لمنع الانتشار النووي صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل على أهمية اخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي ، حيث أيد سموه الكريم بالقاهرة المقترح المصري والقرارات العربية الداعية إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل. وتقدم سفير مصر السابق عضو المجلس واستشاري الهيئة الدولية لمنع الانتشار النووي بمقترح يهدف لانشاء مرصد دولي يقوم بتجميع المواد النووية في وديعة دولية تكون منبعاً اساسياً لتلك المواد لمختلف دول العالم وحض على تطبيق معايير واحدة تشارك فيها كافة الدول بشكل متساوٍ بما يضمن خلق آلية محايدة تتيح امكانية استفادة الدول غير النووية المنضوية تحت لواء منع الانتشار للتكنولوجيا النووية بشكل مستقر. ومهما يكن من شيء فإن مقترح اصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة يقضي بحظر استخدام اسلحة الدمار الشامل ضد الدول غير النووية يعد امراً ملحاً في ظل التنافس القائم على امتلاك التكنولوجيا النووية وعدم الشفافية في طرح البرامج السلمية للطاقة وفي ظل وجود خطر اسرائيلي يهدد محيطها العربي والاقليمي بشن هجمات استباقية تستهدف المنشآت النووية وتزعزع الأمن والسلم بمنطقة الشرق الأوسط فمخاطر الاشعاع النووي لمفاعلات الطاقة السلمية لا تخفى على أحد وما انفجار مفاعل تشيرنوبل عن الأذهان ببعيد.